وصفت الدكتورة فوزية العشماوي نائب رئيس المؤتمر الاسلامي الاوروبي بجنيف الحرب الامريكية على العراق بانها الاولى التي تشرع لتلافي اعتداء مستقبلي, وبانها الحرب الاولى في التاريخ التي تكون دفاعية عن اهداف غير واقعة بالفعل, واضافت ان انتصار امريكا في الحرب معلومة مغلوطة لانها لاتنصر وانما خالفت القواعد والمبادئ الدولية, مع التأكيد على ان العنف الذي يسعود العالم حاليا هو نتيجة سياسات خاطئة تضر بمصالح عموم الناس.
(اليوم) التقت بنائب المؤتمر الاسلامي الاوروبي في جنيف وحاورتها في القضايا التي تشغل الشارع الاوروبي والاسلامي حاليا. خرجت مظاهرت كثيرة في اوروبا قبل الضربة الامريكية على العراق فما الحق في العلاقة الاوروبية بما يحدث في العالم حاليا؟
- كان هناك رفض من كثير الدول الاوروبية لقرار الحرب ورفض تام وجماعي للحرب من قبل المواطنين في جميع انحاء اوروبا بما فيها انجلترا الشريك الامريكي في الحرب, الا ان الموقف حاليا تغير تماما بعد انتهاء الحرب في غضون ايام قليلة وللحق انه كانت هناك ثورة قوية خاصة في جنيف مقر الامم المتحدة تعارض الحرب وتصفها بانها ضد اتفاقية جنيف الخاصة بقرارات الحرب والاسري, وانها اول حرب في التاريخ تكون لتفادي خطر قد يحدث, كما اكدت على انها لا يوجد نص في مواثيق الامم المتحدة يسمح بشن حرب دفاعية, الا ان الانتصار الخاطف الذي حققته امريكا وانجلترا والسقوط السريع لبغداد, ادى الى تغيير في موازين الرأي العام واعطت احساسا بان الحرب كانت مشروعة واستطاعوا ان يحول الحرب من البحث عن اسلحة دمار شامل الى اطاحة بنظام صدام حسين الا ان الانتصار تم بوسائل غير مشروعة منها مخزن للغذاء في البصرة ادى الى تسليمها ودمار مخازن كانت تكفي لعشر سنوات في بقاع مختلفة في العراق.
وتضيف (فوزية) انه من الخطأ ان يعتقد العرب والمسلمون ان الاوروبيين سوف يحاربون امريكا من اجلنا، وان ماحدث من فرنسا والمانيا وروسيا كان دفاعا عن الوجود الاوروبي واعطاء امريكا ضوءا بان الاوروبيين مازالوا موجودين مع ان قدرتهم على شن حرب على امريكا حاليا. امكانية تصحيح الصورة الاسلامية عند الاوروبيين كيف يتم خاصة ان هناك احداث عنف موجودة في المنطقة ويتعرض لها المسلمون.
ـ تربية اجيال عربية على عدم العنف وقبول التحاول مع الآخر منها اشياء قد توجد صورة صحيحة وسليمة عن الاسلام عند الاوروبيين مع اقامة علاقات اكثر تماسكا من خلال ابرام اتفاقيات تعاون اقتصادية مع الاحتفاظ بالهوية والمبادئ الاساسية للاسلام مع مراعاة تحسين الخطأ الاعلامي والسياسي العربي الموجه الى اوروبا في الايام القادمة، واستمداد القوة من الجوانب الروحية للاسلام. طالبت امريكا من عدة دول فتح حسابات الحكومة العراقية وتجميد الارصدة للعراقيين فماذا حدث في سويسرا؟
ـ سويسرا رفضت بشكل قاطع ونهائي محاولة امريكا ان تفرض عليها هذا الاجراء الذي يتعارض مع سرية الحسابات التي تتمتع بها البنوك السويسرية، مع التأكيد على ان تلك الاموال ليست للحكومة العراقية فقط بل هي ملك لشعب العراق، وتم وضعها اثناء وجود الاخ غير الشقيق لصدام التكريتي عندما كان مندوبا للعراق في الامم المتحدة فلا يحق لاجد التوقيع على سحب تلك الاموال الا هو، مع تأكيده على انه مازال حيا يرزق، وقالت ان تلك الاموال تصل الى مليار دولار. منطقة الشرق الاوسط تموج بعدد كبير من المشاكل فهل تحمل المؤسسات الدينية جزءا من المشكلة الحالية؟
ـ يجب الا نظلم المؤسسات الدينية او حتى الرسمية فهناك تقصير موجود وارد في بعض الاماكن لانه كان يجب علينا كمسلمين البحث عن حلول حقيقية لتلك المشاكل التي تزيد يوما بعد يوم، ونقل من المصلحة العامة إلى المصلحة الخاصة، واعتقد ان بقاء بعض المسئولين في مقاعدهم فترة طويلة سبب قوى لوجود تلك المشاكل.
وتختتم الدكتورة فوزية بان دورنا الان تربية جيل بلا عنف يحترم الامة ويعيد اليها هيبتها وحضارتها ويرفض أي حركات ارهابية قد تهدم وتؤخر عالمنا الاسلامي مئات السنين.
