DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نجيب الزامل

نجيب الزامل

نجيب الزامل
نجيب الزامل
أخبار متعلقة
 
كنا جالسين في الردهة ننتظر الاعلان عن رحلتنا.. توزع المنتظرون على المقاعد يراقبون الطائرات من وراء الباروناما الزجاجية التي تملأ القاعة، وتسمع النقاش والحديث يأتي من يمينك ويسارك وفوقك ومن تحتك.. نعم، من تحت على الارض حيث يلتصق ويزحف الصغار وتتعالى شهقاتهم وضحكهم وبكاؤهم.. في المقعد المقابل جاء شاب نحيل بالغ الاناقة، وضع حقيبته الجلدية اللامعة على ارض القاعة الرخامية وتناول هاتفا خلويا مسبوكا بالفضة البراقة واستغرق بالحديث.. وكان لابد للشاب ان يلفت الانتباه بأناقته الباذخة وبحركاته المتسارعة وبايماءاته العصبية، لم يكن في ذلك ما يدعو للعجب.. حتى سمعت امرأة تقول لزوجها (يا ربي! اسمع ماذا يقول هذا) وبالفعل كان (هذا) يقول كلاما استهجنه الجميع لكيل السباب والشتم فيه، ولأنه نسي عشرات الناس المتناثرين حوله.. او انه لم يأبه لذلك في الأصل! ومن ضمير المخاطب عرفنا ان الذي في الطرف الآخر انثى.. ومع تزايد حدة الكلام الصادر من الشاب بدأت تخفت اصوات القاعة حتى ران الصمت تماما وبقي صوت الشاب البطل الوحيد على المسرح.. وفجأة صرخت المرأة التي مع زوجها وقالت (يا ربي!) مرة اخرى، ولكنها جاءت مثل صرخة عجب واستنكار.. وكان هذا الشعور هو فعلنا الذي داهمنا جميعا.. وكأن نداء (يا ربي) هو التوصيف الذي لا نجد غيره لغرابة وفجاجة ما حدث.. فالشاب نهض واقفا فجأة واطلق صوتا مسلوخا حادا وهو يشد كل عضلة وجه قائلا: يا الله انت طالق، طالق، طالق.. خذي البيت كله كله ان اردت و(انقلعي) لبيت اهلك.. يا ربي! هل وصلت مؤسسة الزواج التي كانت اكثر مؤسساتنا رسوخا وثباتا الى ان نصل لنرى شابا يطلق زوجته بالهاتف المحمول امام الناس؟! هل تغيرت طباع طلائعنا الجديدة فصار الاستهتار واللامبالاة بالزواج وبالناس نزعة تهب فتشرخ المؤسسة الزوجية من اركانها؟! لم نكن عميا ولا صما فنحن نعرف ان معدلات الطلاق تزايدت بحدة في مجتمعنا، ويعرف العاملون الاجتماعيون الآثار المخربة واللطخات التي تلتصق ولا تزول على النسيج الاجتماعي من اثر ذلك.. بل نعرفه نحن الناس العاديون.. اجزم بأن كلا منا يملك قصة خراب عائلي جراء الطلاق تهز النفس.. ولكن هز النفس لا يكفي.. يجب ان نهز الآن ضمائرنا، ونهز عقولنا.. فماذا ننتظر اكثر من ذلك؟! بناتنا يطلقن بالجوال؟! ارجو ألا تعمد شركة الاتصالات لاضافة خدمة جديدة اسمها خط الطلاق بأفضل الاسعار.. بناتنا يطلقن بالجول وامام الناس.. يا ربي!