عزيزي رئيس التحرير
تابعنا في الأيام القليلة الماضية ما حدث في عاصمة مملكتنا الحبيبة من تفجير للممتلكات وقتل للأرواح وكم تألمنا وأحزنتنا تلك المناظر التي ظهرت فيها الأرواح البشرية رخيصة لدى فئات محسوبة على الوطن ولكن ضاع منها الفكر المستنير واختلطت عليها الرؤى فأخطأت الهدف. فأصبح ترويع الآمنين وإثارة الرعب لأهاليهم وأوطانهم جهادا!!
ان لغياب لغة الحوار الفكري المتزن الذي يضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار سببا قويا لظهور الفكر المتطرف المبني على اجتهادات خاطئة.
نعم.. فنعترف والاعتراف فضيلة بأن ساحة الحوار الفكري كانت ولا تزال بها قصور واضح وعلينا ان نعيد حساباتنا. ولدينا الكثير من الطاقات البشرية من أبناء الوطن المخلصين يملكون فكرا متزنا دينيا وثقافيا ولكن عطاءها ومشاركتها قليلة قياسا بالأحداث فلتعط لهم الفرصة بالمشاركة والحوار والأخذ بزمام المبادرة وانني على يقين بقدرتهم على إثراء الساحة الفكرية والثقافية ودعم مسيرة الاصلاح في كافة المجالات التي يتبناها وطننا الغالي.
ان معالجة الارهاب والقضاء عليه لا تكمن في القبض على منفذي الهجمات الارهابية فقط. ولكن تستوجب معالجة الظروف والأسباب لظهور هذه الظاهرة.. فالارهابي لم تلده أمه إرهابيا.. ولكن تقصيرنا تجاهه فكريا وثقافيا واقتصاديا يؤدي به الى الانزلاق نحو الانحراف الأخلاقي او اعتناق أفكار متطرفة فيصدق ما يقال ويملى عليه وفي الآخر ينفذ ما يؤمر به حتى وان كان ما يؤمر به قتل أهله وترويع وطنه.
أخيرا وليس آخرا فلنعمل فردا فردا حكومة وشعبا نحو معالجة تقصيرنا تجاه مستقبل أبنائنا وشبابنا الذين هم امتدادنا وعماد ومستقبل أوطاننا. سالم بن علي المري ــ عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالاحساء
