ليعذرني الأخ عمر باخشوين المدير الفني لفريق الاتفاق إذا قلت وبصراحة أن المستوى الفني الذي قدمه فريقه في مباراة الذهاب أمام الشقيق اليمني (شعب أب) لم يكن مقنعاً. فأداء الشوط الأول اتسم بالارتجال والتوتر والشد العصبي والأخطاء الفردية والجماعية على حساب المستوى الفني.. ورغم السيطرة الاتفاقية في عدد الهجمات وخطورتها إلا أن الفريق كان يفتقد إلى ترجمة هذه السيطرة لاهداف.. فجاء الأداء عقيماً والحصيلة سلبية..! لكن في نفس الوقت لابد من الإشادة بعمر باخشوين لأنه أحسن قراءة الشوط الأول وتعامل مع الفريق اليمني الشقيق في الشوط الثاني بشكل علمي وبتكتيك أفضل جاء متوافقاً مع مسارات اللعب.. واستفاد الاتفاق من ناحيتين أولاً: اللعب المفتوح وثانياً: التفوق البدني واللياقي فنجح في تكثيف هجماته وفرض على الفريق اليمني التراجع.. وانتعش الهجوم بنزول الباشا وقدم الاتفاق عرضاً متوازناً توجه بثلاثة أهداف ولم ينقصه إلا حصيلة أوفر من الأهداف. والمطلوب من الفريق الاتفاقي في لقاء الإياب الليلة عدم الانجراف وراء عشوائية وحماس الفريق اليمني واتباع تكتيك هاديء ومتوازن.. والسعي لجر واستدراج فريق (شعب أب) إلى ملعب الاتفاق ثم الإغارة عليه وضربه بهجمات عكسية وسريعة تكشف دفاعاته كما نطالب لاعبي الهجوم بالتروي فمن غير المنطق أن يهدر اللاعبون عشرين هدفاً من أجل تسجيل ثلاثة أهداف فقط..! خاصة أن الاتفاق يتفوق على خصمه فردياً وجماعياً وفنياً وبدنياً ونفسياً بدليل تسيده اللعب في لقاء الذهاب بشكل مطلق لكن المشكلة التسرع والتوتر والرعونة والعصبية وعدم التركيز.. وأنا على يقين بأن باخشوين قام بخطوات تصحيحية سريعة وعالج أخطاء مباراة الذهاب بواقعية ليؤكد الليلة قوة وأحقية فريقه في الفوز والتأهل لنهائيات بطولة الأندية العربية الثانية الموحدة لكرة القدم المقامة في القاهرة بإذن الله.
تحية للقادسية
لابد من تسجيل الاعجاب بفريق القادسية لكرة الذي قدم درساً عملياً في الأداء الجماعي المنظم.. والعرض الفني المقنع.. والروح القتالية المبهرة ليؤكد تفوق دم الشباب الحار والمعزز بالتصميم وقوة الإرادة والحماس والجرأة. صحيح أن الفريق خسر بصعوبة وفي الرمق الأخير بعد أن نشف ريق لاعبي الأهلي وجماهيره إلا أنه نال إعجاب الجميع وكان اللاعبون نموذجاً مشرفاً للنجوم الذين يقدرون المسؤولية ويقدسون الواجب ولعل أشد مالفت نظري روح اللاعبين القتالية واصرارهم على النهج الهجومي والوصول إلى مرمى الأهلي من أقصر الطرق ( وعنوة)..! لقد عاشت جماهير الرياضة في المملكة والعالم العربي عبر الفضائيات أجواء اللعب اللطيف.. النظيف.. الظريف.. الذي كان متعة للنظر. مبروك للأهلي الفوز.. ومبروك للقادسية المستوى والمركز الثالث.