عندما تتلطخ الأيدي بدماء الأبرياء ، وعندما ترتكب هذه الايدي جرائمها ضد الوطن ومواطنيه ومكتسباته، ومن هم في حمايته، وعندما ترفع هذه الايدي راية العداء للخير والامن والسلام، فان اي وصف يدينها يظل عاجزا عن استيعاب مشاعر الاشياء والاستهجان والنفور والادانة والاستنكار لهذه الافعال الاجرامية المشينة، فهذه الايدي القذرة التي ولغ اصحابها من مستنقع الشر لا يمكن ان تنتسب للانسانية بأي وجه من الوجوه، بعد أن بلغت من الوحشية حدا تلاشت معه المعاني الانسانية، وتجردت من أي قيم أو مثل سامية، فالقتل والتدمير وسفك الدماء من سمات حياة الغاب ، لا عصر المدنية والحضارة.
ثم ان مصلحة الوطن لا تقبل المساومة، ودين الاسلام والأمن لا يقبل المزايدة على نصوصه الواضحة في أوامره ونواهيه، وأي فئة ضالة لن يقبل منها العبث بالأمن وترويع الآمنين، وما من عاقل مسلم او غير مسلم يمكن ان يقبل هذا الارهاب الذي يحرض كل الامم على الاسلام والمسلمين لتعلن عداءها وحربها ضد كل ماله علاقة بالاسلام البريء من كل هذه الجرائم التي يرتكبها اصحاب الايدي القذرة.
ما حدث في الرياض، وما حدث في الدار البيضاء، وما قد يحدث - لا قدر الله - في اي موقع من عالمنا العربي والاسلامي، هو بكل المقاييس جرائم لابد ان تعلن عليها الحرب ، لا من قبل سلطات الامن فقط، بل من كل المواطنين، فهذه الجرائم تطال كل مواطن من قريب أو بعيد، وتثير القلق في نفوس الجميع، وتسيء للوطن، وقبل ذلك وبعده تشوه الاسلام رغم حقيقته الناصعة، وسمو اهدافه النبيلة.
وهذه الجرائم تقدم خدمة مجانية لاعداء الامة، اذ تستغل لوصف الاسلام والمسلمين تأبى كرامة الاسلام وعظمته قبولها ، كما يأبى المنصفون في العالم تصديقها، كما تعطي مبررا لأعداء الامة للتدخل في شؤونها، منعا لهذه الاعمال الارهابية التي يرتكبها اصحاب الايدي القذرة.
ان هذه الظواهر الشاذة في اي مجتمع مسلم مسالم، لابد ان تستقصى اسبابها، وتستأصل عوامل نموها، ما دام الاصلاح هو الهدف الذي يسعى اليه الجميع من المسؤولين والمواطنين على السواء، لحماية هذا الوطن من شرور الحاقدين والموتورين والمضللين، الذين يهيمون في وادي الباطل، ويرتكبون جرائمهم بدماء باردة، بعد ان تسلحوا بالشر وركبوا مطية الارهاب.
وحماك الله يا وطن الامن والسلام.