(عندما تكون مخلوقا من مادة تشبه البالون فكلما ازداد حجمك سهل تدميرك).
لعل من اصعب الامور ان تكون ناقدا بسبب ان الناقد الحقيقي هو مثقف ذو ذائقة عالية لا يرضيه الكثير مما قد يرضي غيره وهو في نفس الوقت من المفترض ان يكون محايدا في وقت تكاد المجاملة ان تكون الصفة السائدة.
هذا لا يعني ان يتحول الناقد الى شخصية المنهي (Terminator) التي هي الاخرى افراز اخر متطرف من داخل مجتمعنا. ولكنه يعني بالضرورة الا يتحول الناقد بوق يحترف المجاملة والخجل. النقد في شكله العام قيمة لا غنى عنها في اي مجتمع يكاد غيابها كما هو حاصل الان يؤدي الى فوضى عارمة في المعايير الادبية. وكأننا لم نكتف بغياب النقد بل خطونا خطوة اخرى الى الوراء واطلقنا العنان لنفاق نقدي واجتماعي ادى الى تضخم بعض الذوات (الابداعية) تضخما خطيرا فلن تلبث تلك الذوات ان تنفجر علينا ضجيجا فلا نلومن ساعتها الا انفسنا..فالمعادلة بسيطة..
رياء نقدي + استعداد نفسي + صمت = ذات متورمة.