يبدو أن حالة المعارضة العربية لا تختلف في قليل او كثير مع حال الانظمة العربية ... فكلاهما يصدر عن رؤية ضيقة لا تتجاوز المصالح الآنية والشخصية..
التشتت والانقسام الذي ظهرت عليه ما يسمى بالمعارضة العراقية في مواقفها المتباينة قبيل وابان العدوان الامريكي يؤكد هذه الحقيقة، فالجميع كان يحاول ان يؤمن لنفسه موقعا يمكنه من انتزاع قطعة من الكعكة الكبيرة على طاولة واشنطن .. والجميع لم يكونوا يفكرون في العراق أو الشعب العراقي الا من الزاوية التي تخدم مصالح هذا التيار أو ذاك.
اننا لا نستطيع ان نلوم هؤلاء المعارضين العراقيين الذين كانوا في معظمهم جزء من السلطة البائدة، اذا انهم في النهاية نتاج البيئة نفسها التي أنجبت النظام وصاغت السلطة.. وهذا يقودنا في النهاية الى القول ان المأساة العربية تكمن في الحقيقة ليس فقط في انظمتها ومعارضتها، ولكن في الثقافة الضحلة التي هيمنت منذ عقود على العقل العربي المرتهن لمجموعة من الثوابت والقيم العتيقة التي أكل عليها الدهر وشرب.
اننا محتاجون في الحقيقة الى عملية مراجعة شاملة وموضوعية لمجمل تراثنا السياسي والثقافي ومحاكمته محاكمة عادلة من اجل فرز غثه من سمينه واسقاط كل المحرمات التي كبلت حركة العقل العربي في طريق تجاوز حالة الركود والعطانة.