سبق لنا أن قرأنا في ملحق (اليوم الاقتصادي) أكثر من شكوى تقدم بها صيادو الأسماك الذين يتعاملون مع سوق حراج الأسماك بالدمام، ومن بين هذه الشكاوى تلك الرسالة الأخيرة التي نشرت في صفحة (المنتدى الاقتصادي) للأخ حسام ناصر الدوسري الذي طالب في رسالته بعدم احتكار السوق، وسيطرة (محرَّج) واحد على عملية البيع والشراء، وإتاحة الفرصة لأكثر من محرج منعا لذلك الاحتكار، أسوة ببقية أسواق الأسماك في المنطقة الشرقية .
وإلحاقاً بهذه الرسالة، أريد أن أؤكد أن الكثير من الصيادين كانوا يأملون أن تتخذ أمانة مدينة الدمام الإجراء السريع الذي يضع حداً لهذه المشكلة التي تؤرق الصيادين، وأن تعمل بحزم على وقف المخالفات والممارسات غير العادلة، بل والظالمة التي تنقص من حقوق الصيادين وأصحاب المحلات التجارية والمستهلكين ، ولا يستفيد منها إلا شخص (المحتكر) الذي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خطورته على المعاملات التجارية بين الناس، والنتائج التي تنجم عن الاحتكار الذي يؤدي إلى فساد الأسواق التجارية، وإفساد الذمم والضمائر وإشاعة الخوف على الأرزاق بين المتعاملين في السوق-.
لقد استبشرنا خيراً بانتهاء هذه الظاهرة، عندما نشرت صحيفة (اليوم) في عدد رقم 10552 الصادر يوم الاثنين 22 من صفر 1423هـ (الموافق 6 من مايو 2002م) ـ تصريحاً للمهندس صالح الغنام مدير عام إدارة النظافة والأسواق بامانة مدينة الدمام قال فيه إن معالي أمين مدينة الدمام وجه بتشكيل لجنة من الإدارات ذات العلاقة والتي وقفت ميدانياً على الموقع وقدمت توصياتها إلى معالي الأمين الذي وافق عليها ومنها اتفاق يلزم المستثمر بتأجير هذا الحراج لعدة أشخاص لإتاحة الفرصة للآخرين وعدم الاحتكار .
والآن .. وبعد مرور عام كامل على هذا التصريح، نجد أنفسنا لا نزال عند نقطة الصفر، وبشيء من التفاؤل داخل المربع رقم واحد .. والوضع كما هو عليه، والحصاد لا شيء !
إننا نطالب معالي أمين مدينة الدمام بالتدخل لوضع حد لهذه المشكلة التي تحرم صيادي الأسماك من الانتفاع بحقوقهم وتنتقص من أرزاقهم وتشيع في نفوسهم الحسرة والألم لأنهم لا يحصلون على ما يكفي لتعويضهم عن معاناتهم ومتاعبهم في عمليات الصيد، ثم وهم يجدون أكثر ثمرات هذه المعاناة والمتاعب يحصدها الاحتكار الذي يأكل حقوق الآخرين أما الوعد الذي تكرر على لسان أكثر من مسؤول بأمانة الدمام، فهو (ميثاق) و (عهد) نرجو أن تلتزم الأمانة بهما، فنرى (عملاً) يصدق (القول) بأسرع وقت ممكن . عبد المحسن أحمد حرنده