DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

البناء والهوية المحلية

البناء والهوية المحلية

البناء والهوية المحلية
أخبار متعلقة
 
تناول العدد الاخير من مجلة البناء العديد من الموضوعات كان ابرزها استعراضا للتصاميم الفائزة في مسابقة مقر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والاتجاهات الجديدة في الديكور وعرضا لتجربة المعماري الياباني شيجيروبان بالاضافة الى ملحق البناء. وتناول رئيس التحرير المهندس ابراهيم عبدالله أبا الخيل في افتتاحية العدد بناء الخبرة والهوية المحلية قال فيها : تطوير مهنة العمارة بناء الخبرة والهوية المحلية لانعتقد اننا نستطيع ان نصل بعمارتنا الى التميز دون تراكم للخبرات المحلية ودون بناء مسار زمكاني (زماني - مكاني) لهذه الخبرات للاستفادة من التجارب الناجحة والفاشلة التي مرت على عمارتنا المعاصرة.. ان ما يلفت النظر هو هذا الانقطاع بين اجيال الممارسين والاكاديميين ليس فقط في المملكة ولكن في جميع انحاء العالم العربي.. الامر الذي أدى بعمارتنا الى ان تكون سطحية ومتبعثرة ولاتبني اتجاهات فكرية وتقنية واضحة تؤكد اسهامنا في مجال العمارة.. فنحن لانتوقع من معماريين واكاديميين يفكرون في اختراع العجلة كل مرة ان يطوروا عمارة متميزة وان يكون لهم تأثير على تصنيع وتقنيات مواد البناء فهذا امر مستبعد، فرغم قناعتنا ان هناك تجارب محلية ناجحة، او في طريقها للنجاح لو بذل فيها جهد اكثر، الا ان هذا الانقطاع وهذه الفردية في العمل وتضخم الأنا المعمارية لدينا رمت بكل هذه التجارب بعيدا ولم تستفد منها مطلقا.. الامر الغريب هو اننا ومنذ عقود نتحدث عن هوية العمارة والمدينة، والامر الاكثر غرابة هو ان بحثنا عن الهوية لم يتجاوز الشكل، ولم نبحث أبدا عن العمليات والآليات التي تسبق انتاج هذا الشكل.. فهذه العمليات هي الاساس التي تحدد هوية هذا الشكل.. ومن وجهة نظرنا الشخصية هي ان تراكم الخبرة وبناء التجربة المحلية وتواصلها هي إحدى الآليات المهمة لبناء هوية معمارية متطورة باستمرار.. لان الهوية في حد ذاتها هي وسيلة للتعبير عن ثقافة وتقانة مجتمع ما بما فيها عمارته وليست غاية في حد ذاتها.. ولاننا نعتقد ان ممارسة العمارة هي تجربة متغيرة في حد ذاتها وتخضع للخبرة السابقة وما يستجد دائما من تقنيات وافكار.. لذلك فان هذه التجربة لابد ان تلقي بظلالها على الهوية المعمارية.. كما اننا ومنذ عقود نبحث عن التقنيات المحلية ونذكر تجربة البناء بالطين التي ظهرت كفكرة تقنية محلية في مطلع الثمانينيات وانتهت الى فكرة رومانسية بعد ذلك لانه لم يكن هناك التواصل لتطوير الفكرة وبناء الخبرة المحلية. فهل مشكلة الانقطاع وعدم التواصل هي مشكلة المجتمع ام هي مشكلة الافراد المهتمين بالعمارة.. من وجهة نظرنا الشخصية نرى انها مشكلة مجتمع وافراد.. فمثلا نحن لانرى الممارسين السعوديين والعرب مهتمين بتوثيق ونشر تجاربهم المعمارية حتى يحققوا التواصل مع الآخرين وحتى يكون لهم تلامذة، فالقلة منهم الذين قاموا بهذا التوثيق حققوا نجاحا باهرا في التأثير على رؤية اجيال معمارية عربية يأتي على راسهم الراحل حسن فتحي.. ونحن بذلك نوجه نقدنا للمؤسسات والهيئات التعليمية المعمارية في العالم العربي التي لم تسع لمثل هذا التوثيق ولم تخطط لايجاد بيئة عمل معمارية تواصلية.. بل انساقت نحو الاسهل وتبنت التجارب الغربية في تعليمها والتي نعلم يقينا انها لن تحقق تجربة محلية ناجحة. لا نعلم لماذا هذا التنافس على البدء من جديد، هل هو الرغبة ان يكون لكل منا قصب السبق.. أهي مشكلة ثقافية تميز الانسان العربي، فهو لايرغب ان يكون تلميذا لاحد.. يفضل ان يكون معلما.. هذا ما نراه أمامنا لايوجد ذلك التواصل بين الاستاذ والتلميذ.. الامر الذي يؤدي بنا كل مرة الى ان نبدأ من جديد.. ولكن للاسف، فقد اكتشفنا مؤخرا اننا مازلنا نراوح مكاننا، أرجو ان لا يكون هذا الاكتشاف متأخرا جدا.