DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

واقعنا.. وتحديات المرحلة القادمة

واقعنا.. وتحديات المرحلة القادمة

واقعنا.. وتحديات المرحلة القادمة
أخبار متعلقة
 
طالعتنا صحفنا المحلية أثناء حرب العراق بنشر لقاءات مع بعض المواطنين حول دورهم وواجبهم حيال وطنهم في ظل الظروف الحساسة والخطيرة التي يمر بها الوطن، ومن خلال ردود المواطنين توالت كلمات التأييد والمساندة والاستعداد ضد من يحاول المساس بسيادة الوطن وأمنه واستقراره مع ادراكهم للأسباب الخفية لضعاف النفوس، وتأكدهم من عدم تأثرهم بها لأن مصير هذه المحاولات هو الفشل. في حقيقة الأمر فإن المعاني العميقة لمفهوم الوطن والمواطنة تتطلب أن يضطلع المواطن بخدمة وطنه وتفعيل دوره من خلال المشاركة بالرأي البناء في صنع مستقبل وطنه بجدية وتفان، ولكن هل بالكلام وحده يتحقق كل ما ذكر أعلاه؟! وحتى يمكن تحقيق ذلك لابد من فهم بعض المصطلحات ذات العلاقة بموضوعنا. ـ التنمية: تغير شامل يهدف لزيادة قدرة المجتمع على الاكتفاء الذاتي واشباع حاجاته المادية والمعنوية للتخلص من التبعية وما يترتب عليها من مشكلات مع القدرة على مواجهتها للحد منها وحلها. ـ الانتماء: يقصد به انتماء الفرد لمجتمع بما تفرضه الانظمة والقوانين فهو وسيلة واخذ. ـالوطنية - الحس الوطني: سلوك داخلي وخارجي ملموس وغير ملموس يدل على هدف وعطاء لخدمة الوطن والمحافظة عليه . ـ التعليم: تهيئة المتعلم للانتقال من مرحلة التلقي الى مرحلة الاعتماد على الذات مع القدرة على تعلم ما يريد, وهذا النوع من التعليم قد يكون مقدمة للثقافة. ـ الثقافة: قدرة المثقف على اقامة علاقة توازن بينه وبين بيئته ومجتمعه ومصادر الثقافة وتفعيلها لخدمة المجتمع وتطويره. ـ الظاهرة: بداية المشكلة فهي عبارة عن سلوك غير مألوف يتجاهله المجتمع. ـا لمشكلة: سلوك غير مألوف يقلق المجتمع فلا يتجاهله. مما سبق ذكره يمكن القول أن الوطن ليس مسئولية الدولة فقط بل مسئولية المواطن أولا لدوره الكبير الذي يتصدى له بجده وعطائه. فهل أدرك الاعلام بوسائله المختلفة ورجال التعليم ما يلي: ـ أولا: معنى هذه المصطلحات وأثرها لفهم طبية واقعنا المعاصر. وحقيقة التحديات الحالية وحجمها وخطورتها. ما صرح به كولن باول وزير خارجية امريكا قبل حرب العراق: (للسعوديين الحق أن يقرروا التغيير الذي يريدونه). فهل أدرك الاعلام بوسائله المختلفة ورجال التعليم ما وراء هذا التصريح من أهداف خفية تحتاج الى قراءة متأنية وفاحصة لاستخلاص العبر والأخطار التي تواجه المجتمع في ظل التحديات التالية: ـ30.7% نسبة البطالة حسب الاحصائيات الرسمية الأخيرة بعد أن كانت نسبتها 15 ـ 20%. ـ 65% من حجم الوظائف يشغلها عمالة وافدة منتشرة في مختلف مناطق المملكة تقدم الخدمات التي يحتاجها سوق العمل الفعلي. ـ امكانية انخفاض اسعار النفط خاصة بعد انتهاء حرب العراق وعودة فينزويلا للانتاج، ومحاولة أمريكا تحقيق هدفها لإعداد العراق ليابان أخرى وتحويلها إلى قوة اقتصادية كبرى لتكون نموذجا للمنطقة كما فعلوا في اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، مما قد يؤدي الى حدوث أزمة اقتصادية خطيرة. ـ نتائج أحداث 11 سبتمبر والتي ساعدت التيار المتطرف في أمريكا للاستفادة منها لشن هذه الحملات الشرسة على الاسلام ممثلا في المملكة باعتبارها مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين حتى وصل بهم الأمر لوصف المملكة بدولة الشر ـ الراعية ـ والمتعاطفة ـ والمخططة ـ والمنفذة للإرهاب. ـ ثانيا: هل أدرك رجال التعليم في وزارة المعارف، والتعليم الفني والمهني والجامعي بمجالاته المختلفة كيفية مواجهة هذه الحملات الشرسة في ظل العولمة أو (العمللة) والتعامل معها ومع شروطها ووسائلها وأهدافها في ظل حرية تبادل المعلومات وسهولة الاتصالات والتبادل التجاري وما هو واقعنا الحالي وموقعنا في هذا العالم الذي أصبح خيمة صغيرة بدون حدود جغرافية او مكانية أوزمانية في ظل التحديات التالية: ـ الاهمال الأسري خاصة بعد خروج المرأة للعمل لحاجة خطط التنمية لمشاركتها دون توفير البديل الملائم وفي ظل غياب دور مؤسسات المجتمع ذات العلاقة اضطرت الأسرة الى الاعتماد على العمالة المنزلية للإشراف على شؤون المنزل ومتطلباته حتى أصبح الأمر عاديا لدى أغلب أفراد المجتمع بل تطور الأمر الى حد الاعتماد على الخادمة والسائق لرعاية وتربية الأطفال، فكانت النتيجة ظهور المشكلات النفسية والاجتماعية بسبب التفكك الأسري وازدياد نسبة الطلاق والعنوسة مما أدى الى انتشار المشكلات السلوكية الشاذة الخطيرة كالعنف العائلي والمدرسي وما يقابله من عنف مضاد خاصة، فلم يسلم المعلمون من الاعتداء عليهم داخل المدرسة وخارجها، ليس هذا فحسب بل وصل العنف حد الاعتداء على الآباء والعمالة الوافدة كما يحدث لسائقي الليموزين والعاملين في البقالات ومحطات البنزين بل تطور هذا الاعتداء والعنف حتى وصل الى سرقة البنوك والمحلات التجارية على يد بعض الاحداث, والمراهقين المنتشرين في الشوارع والميادين العامة والمراكز التجارية لتفريغ شحنات غضبهم وسخطهم وعنفهم وفراغهم على الآخرين دونما خوف أو رادع أو تمييز. حتى وصل الامر الى حد سكوت الاعلام ورجال التعليم على هذه السلوكيات الشاذة واعتبارها حالات فردية وغريبة عن خصوصية المجتمع المحافظ، وإرجاع هذه التصرفات الى مشكلات نفسية يعاني منها من قام بهذا السلوك الى غير ذلك من المبررات الواهية وسوء الفهم للأسباب الحقيقية لهذه المشكلات، مما جعل الآخرين ينظرون إلينا وكأننا مرضى نفسانيون أومضطربون نفسيا فهل يصدق أحد مثل هذه التبريرات الواهية في ظل هذا الانفتاح الاعلامي الواسع والمكشوف فيا سبحان الله، ويا أمان الخائفين. ـ النقد التعليمي المستمر والاهدار للقوى البشرية بعدم الاستثمار الأفضل لهذه القوى البشرية، ولعدم قدرة المعاهد والكليات والجامعات على استيعاب الاعداد المتزايدة عاما بعد عام مع عجز المناهج عن مواكبة متطلبات العصر لتكون مخرجاتها ملائمة لمتطلبات سوق العمل المحلي. فهل أدرك رجال التعليم والاعلام خطورة الوضع خاصة بعد أن سارعت أمريكاحتى قبل سيطرتها على العراق واعادة اعماره لبناء النظام التربوي والتعليمي في العراق بتكلفة 88 مليون دولار. وقد أتموا وضع هذه المناهج برؤيتهم الخاصة وطبعوها وقرروا تدريسها في بداية العام الدراسي الجديد والذي حددته أمريكا في أول سبتمبر 2003م. ان عدم مواكبة العصر ساعد على ظهور مشكلات سلوكية واقتصادية خطيرة كالبطالة وازدياد نسبتها بسبب الاعتماد شبه الكلي على العمالة الوافدة خاصة في القطاع الخاص والتي تمارس 65% من مختلف المهن والتخصصات التي يتطلبها سوق العمل المحلي. ومما يؤلم حقا أن بعض هذه العمالة الوافدة تأتي وهي لا تمتلك الخبرة أو التأهيل المناسب للتعامل مع أحدث الأجهزة.. فيحصلون على هذه الخبرة بدون مقابل من خلال تعاملهم المباشر مع هذه الأجهزة الحديثة والتي ربما يخطىء في التعامل معها فتتعطل!؟ وهنا نجد أن صاحب العمل يتحمل الخطأ والخسائر في سبيل اكتساب العامل لهذه الخبرة، وهكذا يتم اعداد وتأهيل العامل الوافد للعمل في المؤسسات الوطنية. كل ذلك يتم على حساب الشباب السعودي الذي لا يتمكن من الحصول على هذه الفرصة بينما يحصل عليها العامل الوافد الذي قد يعود يوما لوطنه سالما وهو يحمل التأهيل والخبرة اللذين يساعدانه على التعامل مع مثل هذه الأجهزة بسهولة في مجتمعه وهذا قد يفسر لنا لماذا يعجز الشباب السعودي في التعامل والتكيف مع متطلبات التقدم الحضاري في عصر العلم والعولمة كالحاسب الآلي والانترنت، مما يدعونا للتساؤل. ما موقف القطاع الخاص ورجال الاعمال؟! وأين دورهم..؟! إن اعتماد وسائل الاعلام المختلفة ورجال التعليم على الكلام النظري وترديد الشعارات المبالغ فيها أحيانا أو الاعتماد على الزمن لعل وعسى أن يسكن الألم لن يحقق أهدافنا وتطلعاتنا فليس بالكلام وحده يتحقق النصر والدفاع عن الوطن خاصة أن وسائل الاعلام أصبحت من أهم الوسائل التي يصعب تجاهلها خاصة عندما تتعاون مع رجال التعليم بمراحله المختلفة لوضع آلية محددة ومنظمة لتفعيل دور المواطن وتبصيره بحقيقة التحديات الخطيرة خاصة أن معظم الشباب ليس لديهم التأهيل والتدريب الكافي ليتمكن من الدفاع عن وطنه عند الحاجة، فغالبية الشباب لا يحسنون التعامل مع السلاح أيا كان نوعه. فكيف بالأسلحة الحديثة التي استخدمت في حرب العراق والتي بواسطتها استطاع شباب من الجنسين لا يتعدى عمر الواحد منهم 19 ـ 25 سنة ان يمتلكوا التأهيل والتدريب البدني والمهني والفني الذي ساعدهم على تطوير قدراتهم لإتقان التعامل مع هذه الأسلحة الحديثة مما مكنهم من تحقيق هدفهم بكسب الحرب بأقل خسائر ممكنة في الأرواح حيث البقاء للأقوى عملا وعلما. وبالرغم من أهمية الاعلام في هذه المرحلة الحرجة وفي الوقت الذي كنا نتطلع فيه الى هذه الوسائل الاعلامية لنشر الوعي والحقائق بواقعية وادراك للتوجيه نجدها بشكل أو بآخر تساهم في نشر الكثير من المفاهيم الخاطئة والخطيرة أحيانا أخرى. ـ لقد حان الوقت ليساهم الاعلام بوسائله المختلفة بالتعاون مع رجال التعليم لتفعيل دور المواطن من السلبية والمشاركة المحدودة الى تحرك أكثر فعالية من المواطن يؤكد فيه استحقاقه للمشاركة خاصة أن هذا المواطن هو نتاج نظام تعليمي واجتماعي واقتصادي وسياسي مشترك جعل المواطن يعيش بذهنين وثقافتين وهذا يتطلب تحركا في اتجاهين، تحركا أفضل وسريعا من الدولة تجاه المواطن واعداده لأدواره المستقبلية، ومعالجة حكيمة من قبل الدولة والمواطن الذي عليه ان يثبت قدرته على تفهم متطلبات هذه المعالجة والتي قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان مع ايمانه بهذه المعالجة ويتعايش معها بالقفز على اختياراته الضيقة الى تأمل مصلحة وطنه أولا ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما يلي: ـ تحديد انواع الاستثمارات المتوفرة للمستقبل وتدريب وتأهيل الشباب لكسب التأهيل الذي يجعلهم سلعة يبحث عنها المستثمرون. ـ الاستفادة من امكانيات وتجهيزات المجالات العسكرية والأمنية لاستيعاب الشباب للعمل في هذه القطاعات بعد تدريبهم وتأهيلهم ليكونوا قادرين على حماية الوطن والدفاع عنه عند الحاجة خاصة ان هناك الكثير من الشباب الجامعي ومن المراهقين الحاصلين على شهادتي الكفاءة المتوسطة أو الثانوية العامة لديهم الرغبة والاستعداد للعمل في هذه القطاعات اذا توفرت لهم الفرص المناسبة التي تحقق لهم الأمن الوظيفي والاستقرار العائلي، وهذا ما يتوفر في القطاعات العسكرية والأمنية. خاصة الدفاع المدني الذي يمكنه القيام بدور هام لاستيعاب الشباب وتأهيلهم للعمل في عمليات الانقاذ والبحث والمساعدة والمساندة عند الحروب او الكوارث الطبيعية لا قدر الله. مما يحقق للشباب وظائف تؤهلهم وتساعدهم على القضاء على أوقات فراغهم وبالتالي يكون لديهم القناعة التامة بأمتهم وقادتهم ووطنهم. ـإن ادراك الاعلام بوسائله المختلفة ورجال التعليم بدورهم في هذه المرحلة الحرجة لنشر الوعي بأهمية تأهيل الشباب بدنيا وعسكريا ومهنيا ومهاريا من أهم المتطلبات لمواجهة هذه التحديات. فقطار العلم والعمل لمواجهة العولمة وتحدياتها لا ينتظر المترددين او الخائفين. فمواجهة هذه التحديات تتطلب خططا مستقبلية محددة لتوفير وتأهيل القوى البشرية القادرة على مواجهة استثمارات المستقبل بكل ثقة واعتزاز، فعالم اليوم الغلبة فيه لقوة العلم والتكنولوجيا والمعرفة والمعلومات المرتبطة بنظام يحقق المرونة والسهولة لمواجهة هذه التحديات وليس بالكلام وحده. همسة: يتساوى الناس في امتلاك العقل...! لكنهم في استخدامه لا يتساوون..؟ فسبحان الخالق. لهذا يمكن القول: أن نخطىء هذا طبيعة البشر..! أن نعترف بالخطأ هذا سمو ورقي...! أن نلقي باللوم على الآخرين فهذا هروب...؟ ** عبدالله بن حسن الآنسي محاضر بقسم التربية وعلم النفس كلية المعلمين ـ محافظة الطائف