أخبار متعلقة
في الجزء الثاني من الحوار مع وزير الاعلام البحريني نبيل الحمر تواصل (اليوم) تجاوز الخطوط الحمراء وتطرح امامه تساؤلات ساخنة لتأتي الاجابة بصراحة ووضوح.. تحدث عن قضايا مختلفة من خلال حوار مختلف لقي الجزء الاول ردود فعل قوية.. رحبت بوضوح اجابة الوزير.ووجه في الحوار رسالة للسعوديين وللصحفيين واكد على رفضه الممارسات الخاطئة.. وان الرقابة الغيت بفعل التقنية.. اضافة الى قضايا اخرى تحمل مضامين لابد من توضيحها.
رسالة للسعوديين!
قراراتكم الاخيرة بشأن ترشيد السياحة اثارت جدلا واسعا في اوساط المستثمرين في قطاع السياحة والمعارضين للقرار من جهة وبين المثقفين المطالبين بالمحافظة على شخصية البحرين فيما تعليقكم؟
ـ كل القرارات المتعلقة بالسياحة في مملكة البحرين تنبع من قيمنا وأخلاقنا ولا يمكن بأن نقبل ان نوجد ( مواخير) سياحية ..اننا نسعى الان الى ايجاد مراكز سياحية عائلية وانا اعلن عبر "اليوم" ان المعدلات المتزايدة للسياحة العائلية السعودية في البحرين تجاوزت التوقعات بشكل كبير بعد اتخاذ هذه القرارات الهادفة الى اعادة صياغة نوعية السياحة التي نريدها في البحرين واعتقد اننا مجتمعات تحترم الحريات ونقدرها في اطار ما لا يعد نوعا من الابتذال.
شهدت ليلة رأس السنة بالمنامة احداث شغب كان تأثيرها واضحا على اعداد المسافرين الى البحرين عبر جسر الملك فهد.. ما رسالتكم الى اشقائكم في المملكة ؟
ـ لا توجد دولة في العالم بمنأى عن الحوادث الطارئة ، وحينما حدثت تلك التجاوزات المؤسفة في رأس السنة الميلادية كنا على قناعة تامة بأن الشغب لم يكن يفرق بين السعوديين وغيرهم وهذا حدث تخريبي تعرضت له البحرين ودفعت ثمنه غاليا دون شك هناك جنسيات معينة تضررت مما حدث خاصة اشقاءنا في المملكة مما دفعنا جميعا الى الاعتذار بدءا بأكبر مسئول في البلاد جلالة الملك حمد ـ حفظه الله ـ ، واود التأكيد هنا على ان ماحدث امر طارئ انتهى في وقته وانا على يقين بأن تبعاته ستزول لاعتقادي ان العلاقة الازلية بين البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي متينة بحميمية اواصرها وتتكئ على قاعدة الترابط الاسري وهذا كفيل بأن يزيل كل ما حدث من هزة في صورة البحرين واذابة قطع الجليد القابعة على ارضية طريق طويل مضيناه معا وسنكمله ان شاء الله معا.
نحن نتألم اذا وقع اعتداء على اجنبي فما بالك بالاشقاء السعوديين وما حدث لم يتبناه احد انما كانت تصرفات طائشة ندعو الله الا تعود لتعكر صفوعلاقاتنا الخليجية وندائي لكافة ابناء الشعب السعودي اننا نتشرف بأن تعتبروا البحرين بيتكم الثاني.. واتمنى ان اشدد بمناسبة تلك الاحداث على اهمية دور اجهزة الاعلام الخليجي في التقريب بين الشعبين والا تضخم مثل تلك الحوادث التي هي اقل من ان تتسبب في القطيعة بين ابناء الخليج.
مبادراتنا ليست دعاية سياسية..!
ابان الحرب الامريكية على العراق خرجت البحرين بمبادرات اثارة الجدل في حينها مثل دعوتكم للرئيس العراقي السابق صدام حسين لترك السلطة مقابل منحه اللجوء السياسي في البحرين ثم دعوة القوى السياسية العراقية للاجتماع في المنامة مما فسره محللون على أنه من قبيل السباق مع الدول الاخرى بغرض الدعاية السياسية اوالـ(بروبوجندا) الاعلامية، ما تعليقكم على ذلك؟
ـ نحن في البحرين لا نمارس الدعاية في خطابنا الاعلامي والسياسي وفي نفس الوقت نسعى لان تكون اطروحاتنا عاقلة ومتوازنة وموضوعية ولسنا في حاجة للسباق مع الاخرين والظروف الراهنة تحتم على دول المنطقة ان تسعى الى التكامل والانسجام مع الاخرين لا السباق معهم وبالنظر الى سياسة الملك حمد بن عيسى ـ حفظه الله ـ نجدها تقوم على تهيئة الاجواء الطموحة ليعيش المواطن حياة افضل ومستقبلا واعدا ومن يبني للمستقبل ويحرص على كرامة مواطنيه ليس بحاجة الى دعاية سياسية او لسباق مع الغير.
ان البحرين تعتبرسباقها القادم مع الزمن للحاق بالاخرين والتكامل معهم وهمنا الاساسي المواطن وتحقيق الامن والامان ليس في البحرين وحسب وانما يهمنا استقرار المنطقة الخليجية والعربية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وما تحدثت عنه مبادرة الملك بشأن استضافة الرئيس العراقي السابق صدام حسين جاءت من منطلق كونها دعوة انسانية وصادقة للمحافظة على العراق شعبا وكيانا ثم ان الكثير من المراقبين بعد مآسي الحرب الامريكية على العراق تمنوا لو انه استجاب للمبادرة البحرينية او الاماراتية ومبادرات كثيرة بعضها سمعنا عنه والاخر لم يتسن الكشف عنها وكلها تهدف الى المحافظة على العراق وشعبه.
اما مبادرتنا الاخيرة التي اعلنا من خلالها استعدادنا لاستضافة كافة القوى السياسية الوطنية في العراق على ارض البحرين فهي من منطلق التعاون البروتوكولي ويمكن ان يكون الاجتماع في أي بلد اخر ولا اعتقد ان هذه المبادرة يمكن ان تعطي مؤشرات سياسية. كل ما في الامر اننا عرضنا عليهم القيام بواجب الضيافة فكيف يمكن اعتبار تلك الاطروحات من قبيل البروبوجندا الاعلامية؟!
سنتحمل مسئولية الدور القادم
الرئيس الامريكي جورج دبليوبوش اشار في خطابه الاخير الموجه للشرق الاوسط الى منتدى امريكي بحريني يجري الاعداد له. ما دوره وآلياته؟
ـ ما اعلنه بوش هو منتدى يهتم بمستقبل الاصلاح في المنطقة ولا يمكن تحقيق هذا الاصلاح دون اصلاح حقيقي للقضاء لانه اساس العدالة ومعلوماتنا الاولية تشير الى وجود اتصالات لاقامة المنتدى هذا العام اما برنامج العمل والندوات والمحاضرات فلا توجد عندنا معلومات وان كنا نعتبركل لقاء فكري للتقريب بين الحضارات وتحقيق الفهم المشترك شيئاً مطلوبا واذا كان ما يطرحه في صالحنا سنستفيد منه ولا يمكن ان نقبل مايخالف مبادئنا.
هل سيتاح لدول الخليج المشاركة في حيثياته خاصة انها معنية به؟
ـ المشروع لا يزال قيد التفكير ولم نبدأ فيه وما استطيع قوله اننا سننظر اليه باعتبار مصالحنا الوطنية والقومية.
هل سيكون لمملكة البحرين دور قادم في اعمار العراق؟ وما حجمه؟
ـ البحرين حذرت منذ البداية من خطر الحرب على المنطقة وتمنت الا تقع وبعد ان جرت الرياح بما لا نشتهي، بادر ملك البحرين باستضافة مؤتمر للقوى العراقية لبحث مستقبل العراق مما يؤكد تقديرنا لمسئولياتنا تجاه العراق ومن منطلق تلك المسئوليات ولكون البحرين مركزا اقتصاديا وبنكيا هاما في الشرق الاوسط فمن المنطقي ان يكون لنا دور رئيس في اعمار العراق من خلال المؤسسات البحرينية العملاقة ..واعتقد ان من الواجب على كل الدول العربية ومؤسساتها التجارية ان تدعم اعمار العراق استجابة الى مسئولياتها القومية والوطنية في المساهمة في انقاذ ما يمكن انقاذه من مقومات الحياة في ظل الظروف المأساوية الراهنة التي يعيشها العراقيون.
هذه وصيتي لهيئة الصحفيين السعوديين
نظرا لخبرتكم الطويلة في ترؤس مجلس ادارة جمعيات للصحفيين ، كيف تراقبون بدايات اول نقابة للصحافيين بالمملكة؟
ـ احب ان اشيد بتفهم القيادة السعودية لطبيعة المهنة الصحافية ومتطلباتها في المستقبل ودعمهم الكبير للصحافة السعودية في الماضي مما انعكس على ادائها الذي شهد تطورا غير مسبوق في الاونة الاخيرة لم يأت من فراغ وانما نتيجة لذلك الدعم المادي والمعنوي السخي.
وبم توصون زملاءكم الصحافيين وهم على اعتاب المشاركة في الهيئة؟
ـ اود بداية أن أبارك لاخواني وزملائي الصحافيين في المملكة على استحداث الهيئة واتمنى لهم التوفيق، وأتمنى من زملائي في المملكة العمل على خدمة المهنة والارتقاء بها اكثر من الاهتمام بالمناصب ونحن في البحرين ودول المجلس على استعداد لدعم المنشأة الجديدة والتعاون معهم وان شاء الله تكون سببا في الارتقاء بمهنة الصحافة في الخليج وان تكون دافعا لايجاد هيئة خليجية مشتركة تضم كافة الصحافيين الخليجيين.
دعم الصحف الخليجية
كانت لكم مطالبات قبل تولي الحقيبة الوزارية بضرورة ايصال الصحف الخليجية الى كافة دول الخليج بالتزامن مع يوم صدورها لتحقيق مبدأ التواصل، هل مازلتم تعملون لتحقيق هذا المبدأ؟
ـ نحن في العالم العربي عموما نعاني تأخر المواصلات التي تخدم الصحافة واعتقد ان التواصل بين الدول العربية عموما والخليجية ايضا مازال محدودا ولا نستطيع ان نصل في الوقت المناسب ولكن هذه الاشكالية قل اثرها مع تواجد الصحافة الان على شبكة الانترنت رغما عن اجهزة الاعلام والرقابة الامر الذي اتاح لنا الحضور العالمي ايضا وهذا مؤشر جيد اما الطباعة المتزامنة فلم تتوسع خليجيا بسبب عدم جدية بعض مسئولي الاعلام الخليجيين في دعم اطروحاتنا بشأنها.
كيف ترون تزايد الطلب على تراخيص لوسائل اعلام عربية واجنبية في البحرين بعد التغيرات الايحابية في مسار الاعلام البحريني؟
ـ الاجهزة الاعلامية تتطلب تجهيزات ضخمة وامكانات متعددة ولا توجد في العالم بأسره تراخيص مطلقة ولكننا نطالب في البحرين بتوافر شروط ميسرة وليست قيودا وهدفنا مصلحة العمل ولدينا الان تصاريح لـ3 صحف عربية و2 انجليزية اضافة الى محطات عربية قريبا.
نتعامل مع الصحافة بحرية وعدالة
يرى بعض الكتاب البحرينيين ان الاعلام البحريني لم يواكب حركة الاصلاح وما بشرت به من حريات فما تعليقكم؟
ـ احترم كل وجهات النظر.. هناك من يقول ان الاعلام فشل في تحقيق نواح معينة وهناك من يؤكد ان الاعلام انطلق انطلاقة كبيرة واعتقد ان مساحة الحرية التي يتمتع بها الاعلام البحريني الان بشقيه الرسمي والخاص لم توجد في تاريخ البحرين وهذا ما اتشرف به ولم يكن هذا لكوني وزير الاعلام ولكن لان الملك حمد بن عيسى يقود هذا الوطن وسياسته القائمة على الحرية المسئولة التي اطلقت العنان للرأي والرأي الاخر وما تنشره الصحف اليوم من تحليلات وآراء وما يذاع من مضامين دليل قاطع على هذه الحريات الكبيرة وغير المسبوقة وهذا دليل على ان الاعلام الرسمي والخاص واكب حركة الاصلاح ليس بالطموح الذي نريده ولكنه وصل الى درجات عليا نفتخر بها وقد وجدنا اصداء واسعة لذلك من مختلف الشخصيات المرموقة في الخارج.
يوجد من يعتقد انكم تحابون بعض الصحف البحرينية على حساب صحف اخرى، فما تعليقكم على ذلك ؟
ـ هذا رأي خاطئ ولا اعتقد انه مطروح لان مسئوليتي تحتم علي التعامل مع الجميع بمبدأ السواسية وانا اجتمع مع رؤساء التحرير باستمرار دون استثناء والتنسيق معهم قائم بشكل علني وعادل ونزودهم بكافة المعلومات ودائما ما ندعوهم في كافة المناسبات فاذا اعتذر احدهم فهو حر..
واخيرا ، كيف تقيمون تفاعل الصحف السعودية مع مجرى الاحداث في البحرين ؟
ـ حقيقة نحن نعتبر الصحف السعودية جزءا من صحافتنا البحرينية ويجب ان تنطق بمحبة البحرين مثلما تكرس محبة السعودية وانتهز هذه الفرصة لأرحب بكل الصحف لتفتح مكاتب صحفية او تعتمد مراسلين لها في البحرين لتشاركنا تطلعاتنا لتقديم رسالة اعلامية راقية ، وللتأكيد على ما نكنه من محبة للصحافيين السعوديين خاصة وللخليجيين عامة وفتح المجال للصحافيين السعوديين والخليجيين ليكونوا اعضاء فاعلين في جمعية الصحافيين البحرينيين متساوين في الميزات مع نظرائهم البحرينيين وقد ساهمت في ذلك شخصيا لاني اعتقد ان الشعوب الخليجية ماهي الا شعب واحد.
لحظة عمل للوزير "هاتفياً"
الحمر أثناء زيارته معرض"اليوم"