أبرز الصلات القائمة بين الفن التشكيلي وحالة التخييل, تنشأ عبر أشكال المحاكاة الطامحة جميعها الى إحداث مماثلة عالية مع الواقع, فخلال تاريخ التصوير (بذلت جهود كبيرة لاستحداث أساليب تزيد من قوة التشابه مع الواقع. فقد كرس قدر كبير من التصوير في عهد النهضة المتقدم للتغلب على مشكلات المنظور, بحيث يمكن تحقيق الشكل ذي الأبعاد الثلاثة على قماش ذي بعدين. وفي القرن التاسع عشر كانت هذه المشكلات قد حلت الى حد بعيد, وبذلت جهود كبيرة في حركة (الانطباعية) من أجل التعبير بدقة عن تألق الضوء على السطوح الملونة).
وعلى الرغم من ان الحركة التشكيلية الغربية حتى أواسط القرن التاسع عشر كانت تعتمد على المخيلة اعتمادا رئيسا لتمثيل قصص الكتاب المقدس والأساطير الإغرايقية والرومانية, فان التخييل لم يلق عناية مستقلة خارج قصدية إنجاز المحاكاة بصيغتها المثلى, ومستوياتها البسيطة والجوهرية والمركبة. أما النقد العربي القديم فقد اهتم بالتخييل اهتماما كبيرا, وعلى الرغم من قصره على الشعر وجريانه في معزل عن جميع أشكال الفنون البصرية.
د. صلاح صالح