الأمومة جاءت مبكرة جداً (لإنغريد جينوفا التي رزقت أول طفل عندما كانت في الخامسة عشرة وطفلها الثاني بعد سنة واحدة. إلا أن مأساتها- كما تقول- هي أنها لن تتمكن من وضع طفل جديد أبداً). وتقول جينوفا، وهي غجرية، انه جرى تعقيمها ضد إرادتها بعد أن وضعت طفلها الثاني، وهي اليوم، وقد أصبحت في سن العشرين، بين 110 نساء غجريات تقول منظمات حقوق الإنسان انه جرى تعقيمهن بالقوة، أو أجبرن على إجراء العملية بعد إنهيار الشيوعية في العام 1989. وتقول جينوفا وهي تخفض عينيها " على الأقل لو قالوا لي.. أو سألوني إذا كنت أعرف ماالتعقيم".لقد أثارت محنة هؤلاء النسوة جدلاً حامياً حول العناية الطبية في سلوفاكيا، وطالب تسعة من أعضاء الكونغرس الأميركي بإجراء تحقيق. وقد باشرت الحكومة السلوفاكية تحقيقاً ولكنها تقول انها لم تعثر حتى الآن على دليل على وجود تعقيم دافعه عنصري ضد الغجر الذي يطلق عليهم أيضاً اسم الـ" روما". وقد دق مركز الحقوق التناسلية في نيويورك والمركز السلوفاكي للحقوق المدينة والإنسانية ناقوس الإنذار في تقرير مشترك تم وضعه على أساس مقابلات أجريت في السنة الماضية مع 230 امرأة في 40 مستوطنة للغجر في شرق سلوفاكيا. كما تم التحدث مع أطباء ومسؤولي صحة آخرين نفوا كلهم أن يكونوا أجبروا النساء على إجراء عملية التعقيم. وقالت المنظمتان انهما " اكتشفتا أنماطا" واضحة ومتكررة لمقدمي خدمات طبية أغفلوا ضرورة الحصول على موافقة واعية على إجراء عملية التعقيم. وأضافت المنظمات أن هؤلاء متواطئون في ممارسة التعقيم اللا شرعي واللا أخلاقي ضد النساء الروما دون الحصول على موافقتهن. إلا أنهما أشارتا أيضاً الى أنه بالنظر لعدم توافر إحصاءات عنصرية في سلوفاكيا، " فليس واضحاً" ما إذا كان الأطباء يجرون عمليات التوليد القيصرية أو عمليات التعقيم اللاحقة على نساء الروما أكثر مما يجيرينه للنساء من غير الروما. وكما هي الحال في بقية البلدان الأوروبية الشرقية، يشكل الغجر شريحة مهمة بين أكثر المواطنين فقراً وهم يعيشون في مستوطنات تقع خارج المدن والقرى. وتزعم النساء الغجريات أنهن يلقين معاملة متحيزة ضدهن على صعيد العناية الصحية وأنهن لا يستطعن الحصول على ملفاتهن الصحية. ولقد حث الاتحاد الأوروبي الذي تتوقع سلوفاكيا أن تنضم إليه في العام 2004 الحكومة السلوفاكية مراراً على بذل أكبر لتحسين مستوى معالجة الغجر وأحوالهم المعيشية. وفي بيان مشترك صدر مؤخراً قال المركز الأوروبي لحقوق الروما واتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الإنسان- ان: المستوى العالي للعداء العنصري المسجل عامة في سلوفاكيا- خاصة العداء تجاه الروما- يبدو أنه لعب دوراً في المعاملة السيئة أو المهملة للنساء على أيدي الأطباء والممرضات. ويعترف مروسلاف كراوس، مدير المستشفى الحكومي في مدينة كروميا تشي الشرقية حيث جرى تعقيم جينوفا، أن العلاقات بين الأطباء والمرضى الغجريين تعتريها المشاكل أحياناً، إلا أنها " بالتأكيد ليست جنائية". ويقول كراوس ان عدد النساء غير الغجريات اللاتي يجري تعقيمهن في مستشفاه يفوق عدد الغجريات، ولا نستطيع بالنسبة لأي حالة أن نتكلم عن إبادة عرقية أو مشكلة عنصرية. وقد تكون جينوفا إحدى هؤلاء. وكقاصرة في ذلك الوقت تتذكر جينوفا أنها وقعت على وثيقة رسمية ربما سمحت بإجراء عملية تعقيم لها، ولكنها تقول لا أحد شرح لها ماذا سيجري لها؟ ولا أحد طلب من أبويها التوقيع على الوثيقة المذكورة.