هل هو معذور لانه طرق كل الابواب؟ ولم يجد عملا.. ذهب الى دوائر الدولة.. والمؤسسات الحكومية والاهلية.. وحتى الشركات الصغيرة.. وكلهم يردون بعبارة واحدة (اترك ملفك وسوف نتصل بك) وبالطبع لم يتصل به احد. ومن فرط تعبه ويـأسه وبحثه المتواصل عن فرصة لكي يدفع قيمة وجوده في مجتمعه بالعمل.. لجأ الى بيع الخضار في الحلقة.. وكان رأس ماله صغيرا للغاية ولم يتحمل اول خسارة في الحراج.. لقد غرر به بعض (الشريطية) المحترفين فوقع في فخ (الطماطم) الفاسدة والتي لم تلبث اكثر من يوم واحد.. لحرارة الجو. وهكذا ضاع رأس ماله.. وأمله في التجارة.. فعاد الى تلك (الورقة) البائسة التي تنام منذ خمس سنوات في ملف محفوظاته التي يسمونها شهادة البكالوريوس.. يتأملها.. ويبصق عليها.. ويطويها ويفردها.. ويضمها تحت إبطه.. ويسرح على باب الله مع مطلع كل شمس يبحث عن شغل.. وغالبا ما كان يرد عليه موظف الاستقبال الهندي او الاجنبي من اي جنسية.. (مافي شغل). وكان بعض السعوديين الاكثر تهذيبا وتعاطفا معه.. يتطلعون الى لحيته التي اطلقها بدون عناية.. ويردون على طلبه بأدب: الله يسهل.. اترك عنوانك ورقم هاتفك.. وعندما تتوافر فرصة العمل سوف نتصل بك. المهم هذا الشاب الملتحي ومعه الكثير من الشباب العاطل عن العمل مهيأون للانزلاق الى بؤرة التطرف والانحطاط.. وبعضهم يرى ان الارهاب هو وسيلتهم الفعالة لازالة الترف بعد ان عجزوا عن نيل جزء من حقوقهم المشروعة في بلدهم الغني بالخيرات وعائدات البترول.. وان الاجانب من الاوروبيين والامريكان ينهبون خيرات البلاد وينعمون بالعديد من المميزات ويتقاضون اعلى الاجور من المؤسسات والشركات الحكومية والاهلية.. بينما كفاءة وشهادات هؤلاء السعوديبن لا تقل عن هؤلاء الاجانب وهم يرون انهم الاحق بالعمل في وطنهم. ولكن هل نيل الحقوق المشروعة في كل مجتمعات الدنيا لايمكن تحقيقها.. الا بالارهاب.. والقتل والاعتداء على الابرياء الذين لا ذنب لهم.. وهل ديننا الاسلامي الحنيف أمرنا بقتل الناس؟ الجواب: لا والف لا.. فالارهاب هو الجنون الذي مابعده جنون ولا ازيد!!