وما نود قوله هو أن الأحداث والتطورات المتسارعة سوف تظل سمة ثابتة لعالم اليوم, ولا يمكن لأحد أن يطلب من العالم أن يتوقف عن الحركة لكي يعطيه متسعا من الوقت للتفكير والتخطيط والتنفيذ.
بل أن ما توحي به التطورات الحالية السياسية والاقتصادية. أن العالم سوف يشهد مزيدا من التنافس الحاد الذي قد يصل حد الصراع - وربما الصراع المسلح اذا استدعى الأمر وكما شهدنا في العراق - لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية.
وأن دولة صغيرة مثل البحرين. بحاجة أولا وأكثر من غيرها الى التخطيط ووضع استراتيجيات واضحة للمستقبل. علاوة على رفع كفاءة استخدامها للموارد المتاحة سواء الموارد البشرية او المادية. والابتعاد عن كافة أشكال الروتين والتمييز في التوظيف وهدر الأموال والطاقات. ليس
من أجل تحسين القدرة على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية فحسب. بل من أجل أن نكون قادرين على إدارة اقتصادنا الوطني بشكل أكفأ وأكثر سلامة وسط متغيرات. والتركيز بصورة منهجية على كيفية الاستفادة منها مستفيدين من المزايا النسبية التي نتمتع بها.
وثانيا. أن صغر حجم اقتصاد البحرين يستوجب أن تكون هناك توجهات مرسومة ومنهجية للاندماج بالدرجة الأولى في الاقتصاديات الخليجية والعربية. ومن خلال ذلك التقرب للاندماج في الاقتصاد العولمي. و ليس التوجه المباشر للاندماج في هذا الاقتصاد. فشروط هذا الاندماج عندما يتم التعامل معه على حده من قبل دولة صغيرة ستكون قاسية جدا وعلى حساب الكثير من المصالح الوطنية العليا.