نجومية التليفزيون لا حدود لإغراءاتها بل إنها لا تقاوم من وجهاء الحياة العامة كالساسة ورجالات النفوذ والرياضيين والفنانين بل وحتى العامة من الناس.. ومع هامشية الاعلام في حساباتنا السياسية، بل أسلوبنا المحافظ الذي ربما كان ورقة فاعلة في أجندة علاقاتنا ومصالحنا قبل طفرة الاعلام الفضائي والالكتروني في منطقتنا مؤخرا للدرجة التي لم يعد بمقدرونا حتى حماية جبهة الرأي العام الوطنية ناهيك عن مواقف لصالحنا في مساحات الرأي العام الخارجي.. شؤوننا الداخلية وبالأخص التي تمس جوانب عقدية أو عرفية أو تعاقدية اجتماعية بين الحاكم والشعب والتي ظلت شأنا خاصا لا يطرح ولا يناقش الا في اضيق الحدود، اصبحت اليوم بضاعة رائجة في المنطقة العربية والعالم.. وكنت قد كتبت هنا غير مرة عن أن اعلام المرحلة هو اعلام سوق يفرض منطق التحري عما وراء المعلومة وهذا يعني اللجوء للأقنية الرسمية أو المعنية بالاعلام في الدولة أو اذا لزم الأمر البحث عن بدائل محلية تضفي شيئا من المصداقية على العمل الصحافي وإن لم تكن مؤهلة اوقريبة من الحقيقة للأمر المطروح.. اليوم حتى الأقنية الاعلامية الفضائية المشبوهة التوجهات أو التي تعرف بانها اداة من أدوات صناعة السياسة في بلدان مجاورة أصبح بمقدورها النفاذ لعمق المجتمع وتمرير ما يخدم برنامجها ومن خلال أصوات محلية تروج لها بأوصاف لا تقل عن خبير ومفكر وباحث استراتيجي الخ... وكوننا نسجل تحفظاتنا ونخرج لاحقا للتعقيب على أفكار مشوشة أو معلومات مغلوطة أو قراءات مجنحة لهؤلاء الخبراء والمفكرين المحليين الذين لا يقاومون بريق النجومية ولا يكترثون كثيرا لأبعاد ما يقولون او ما يتجرأون هم على قوله طالما يشبعون غرور ذواتهم وحضورهم الطاغي، فهذه مسألة فيها نظر ولابد من التوقف عندها كثيرا ان نحن أردنا على الأقل تحسين صورتنا بين الرأي العام الوطني هنا وداخل الحدود.. اعلام اليوم لم يترك لنا خيارات بوضعنا الحالي.. ومسؤوليتنا الاجتماعية تملي اليوم التعاطي بجدية بمباشرة بضائعنا الرائجة في السوق الاعلامية بالمعلومة وبالصورة وبالسرعة التي تتحرك بها الآلة الاعلامية من حولنا.. وبأسلوب السكرتارية الصحافية الاحترافية ضمن برنامجنا السياسي.. ويكفي مواجهة اعلام يبحث عن كل ما يسوق به على حساب الحقائق.. ولسنا في حاجة لمزيد من الرزايا والعلل التي تضرحنها طوابير جهلة وانصاف متعلمين تغرضها لم يغادر مواقع التلقين لينصبوا كأصنام وطنية تفتي وتصدر فرمانات باسم المجتمع ودون أن يعرف أحد بجهلها أو هامشيتها وقصورها في واقعنا.