لا يقتصر الابداع على الاصحاء جسديا وحتى عقليا فقط بل انه بحر لا حدود له يلج فيه كل صاحب شجون واحساس مرهف بل ان كثيرا إذ نوابغه فيهم من الامراض النفسية والصحية ما جعلتهم اكثر تألقا.. اذ انهم في الغالب يتمتعون بقدرات عالية في الوقوف في وجه تحديات الحياة واختراق مسلماتها وهو عامل مشترك لدى كل مبدع تحرك هواجسه النمطية الجافة وتتفجر فيها قدراته الذاتية لتؤكد حضوره في سجلات الحياة الفانية.
المعرض الثنائي
وهذا ما كان حاضرا في المعرض الثنائي الاول على مستوى المنطقة الشرقية للطالبين عبدالرحمن فراج الزعبي والطالب محمد عبدالله القصب من طلاب برنامج التربية الفكرية في مدرسة الامام الشافعي بالدمام.
قضبان الاعاقة
حيث اقيم لهما المعرض الذي افتتحه عدد من المسؤولين بتعليم الشرقية ضم مجموعة من انتاجهما التشكيلي الذي ينم عن الموهبة التي حاولت الاعاقة اخفائها في حين الروح الابداعية ابت الوقوف خلف قضبان الاعاقة واعلنت عن قوة الارادة المبدعة في سن مبكرة لم يتجاوز الطالبان فيها الصف الرابع الابتدائي.
الحضور الذاتي
عبدالرحمن الزعبي رسم بيديه المرتعشتين لوحات عبرت عن واقعه اليومي واستعاضة لقدراته المسلوبة بحكم القدر مؤكدا حضوره الذاتي المنتصر دائما فهو يعكس الواقع الذي لم يوافق تطلعاته موثقا احداثا مرت عليه في المنزل والمدرسة باستخدام الالوان الشمعية القاتمة.
مشاهد كرتونية
وتناول الزعبي بالتقاط ذكى بعض المشاهد الكرتونية بقدرة عالية وتفاصيل دقيقة لا يمكن الانتباه الى مثيلاتها الا لريشة فنان محترف.
السمكة الوحيدة
اما محمد القصب فكانت لوحاته اكثر نضجا ظهرت فيها قدراته التلوينية باستخدام الالوان الخشبية وقلم الرصاص متناولا البحر واجواءه الداخلية والخارجية حيث عاش مع الاسماك بمختلف احجامها وصاحب الصياد الصبور الذي لم يسعفه الحظ في التقاط سمكة واحدة.
اجواء المدرسة
ولم تغب اجواء المدرسة وصحبة الاصدقاء في فصول الدراسة والتي حضرت في اكثر من عمل.
تعابير
وما تجدر الاشارة اليه ان الطالبين يمتلكان القدرة العالية على شرح مدلولات لوحاتهما وابعادها الفنية اضافة الى القيم المعنوية التي احتوتها براويز اللوحات. والد عبدالرحمن الزعبي اشار الى ان ولده يعاني صرعا يسمى علميا التخلف العقلي بعد ولادته بشهور وبدأت هواياته تتكشف في العاب التراكيب التي كان يصنع منها اشكالا رائعة ثم بدأ استخدام المعجون (الصلصال) ومن ثم انطلق الى الالوان الاخرى. وتمنى والد عبدالرحمن على صاحب السمو الملكي الامير محمد ابن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية دعمه في ادخال ابنه احد المراكز الخاصة لتنمية قدراته ومواهبه مثل ما هو حال سموه مع ابناء وطنه بكافة شرائحهم. من جهته قال مدرس التربية الفنية والمشرف على المعرض عبدالله حسين القحطاني ان المعرض يعد الاول على مستوى المنطقة الشرقية لطلاب التربية الخاصة حيث بدأت فكرة المعرض بعد تفوق الطالبين في مادة التربية الفنية وتقديمهما العديد من اللوحات التي تحمل ملامح ابداعية تجلت فيها القدرة في التعبير عن الذات والخيال الواسع واستخدام دقيق للالوان.
ودعا القحطاني الى دعم هذه المواهب خاصة هذه الشريحة الغالية التي حرمت بعض المقومات من المسؤولين واولياء الامور للنهوض بقدراتهم وتشجيع بقية الطلبة على اظهار طاقاتهم ومواهبهم المكنونة.
ويرى سعيد القحطاني مشرف برنامج التربية الفكرية ومتعدد العوق ان لدى طلاب البرنامج مواهب ابداعية في مجالات عدة الا ان البرنامج يحتاج الى وقفة جادة من المسؤولين واولياء الامور لدعمه وتقديم العون المادي والمعنوي لتوفير كل الوسائل والاحتياجات حيث ان المعرض المقام لم يكن الا نتيجة جهود ذاتية قد لا يمكن توافرها في مرات لاحقة.
ودعا القحطاني الصندوق التعاوني بالادارة الى الوقف لخدمة طلاب البرنامج اذ انه الآن يعتمد على صندوق الطلاب الذي استحدث بالمدرسة ويعتمد على تبرعات المعلمين من رواتبهم الشهرية.

صور من المعرض

جانب آخر من المعرض