عزيزي رئيس التحرير
يتحدث الجميع في وقتنا الحاضر عما تصنعه وسائل الإعلام بالمجتمعات وكذلك الواجبات والأصول التي ينبغي ان تتصف بها جميع وسائلنا الإعلامية, ومن هنا كانت لي ثمة وقفات على عجالة لأقول: ان وسائل الإعلام اليوم هي الركيزة الأولى التي يرتكز عليها المجتمع لمتابعة ما يستجد في الداخل والخارج.. اما بالوسائل المرئية او المسموعة او حتى كذلك المقروءة, ولا يخفى كذلك ما لوسائل الإعلام من دور كبير في نشر أنواع شتى من الثقافات والحضارات في مشارق الأرض ومغاربها, مما يحدو ببعض الوسائل الإعلامية المتاجرة والمرابحة ببرامجها دون أي مراعاة لشعور المتابعين فلا تكاد تجد إلا حشوا في الكلام وضعفا في المادة بل أحيانا تفتقر كثير من البرامج الى المصداقية والاستقصاء وهذا في الواقع لا يولد إلا إعلاما فاسدا بعيدا عن الجدية والوضوح.
إننا في هذه الحقبة الزمنية الحرجة نعيش انفتاحا عالميا مذهلا لا يحد بحد ولا يوصف بوصف فالأطباق اللاقطة لها دورها الكبير, بعد ذلك تأتي الشبكة العنكبوتية, ومن ثم صحفنا الداخلية والخارجية فكل من هذه الوسائل تحمل الشيء الكثير مما يلوث الأفكار ويقلب الأنظار ويعرقل ويعوق بعض التصورات والمفاهيم الصحيحة عن مسارها ومنهجها القويم, لذا يجب الحذر والتنبه.
ان هذه التكنولوجيا الإعلامية المتطورة هي في الواقع لم يمض عليها وعلى نشأتها وقت طويل, فقبل ردح من الزمن لم نكن نعرف إلا المذياع حتى آلت الأمور الى ماهي الحال عليه اليوم, لذايجب استغلال هذه الوسائل بما يعود على الأمة بالخير والنفع من إثراء البرامج التوعوية البناءة ومتابعة كل ما من شأنه إثارة الشبهات والريب في قلوب العامة.
أما عن رسالتي التي أحببت ان أقدمها بين يدي كل قارىء او بالأصح بين يدي كل مسؤول عن إعلامنا او له يد في شيء من إعلامنا بأن يتقي الله في أمة الإسلام وأن يكون كفؤا لهذه الأمانة وليعلم الجميع أننا اليوم بحاجة الى إعلام يقف حصنا مانعا وسدا صلبا في وجه كل من يحاول بث سمومه وأفكاره العفنة عبر وسائلنا او الترويج لبضاعته الكاسدة, كذلك يجب على إعلامنا ان يكون مصدرا ومنهلا عذبا يستقي منه الناس أنواعا شتى من الفنون والمعارف. محمد بن عبدالعزيز الكريديس - بريدة
