DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إضاءة

إضاءة

إضاءة
أخبار متعلقة
 
من قال اننا دولة غير متحضرة، وليست لدينا مقومات الحضارة التي يتميز بها كثير من الدول العربية الحضارية الأخرى. فأي متبصر في الحال اليوم سيكتشف كثيرا من التشابه بين ما نعيشه حاليا وما حققه بعض الدول العربية منذ وقت سابق ليس بالقليل. فقد كنا نسمع أن الخريجين في بعض الدول العربية لابد أن يعملوا في الأرياف وأن يكملوا مدة من الخدمة حتى يحق لهم الانتقال الى المدينة، ولا فرق في ذلك فتاة أم شاب. وكنا نندهش كيف تغفل تلك الدولة عن صعوبة ظروف الفتاة وعدم قدرتها على العمل بالأرياف بلا أهل ولا محرم. وها نحن والحمد لله أصبحنا في حال من المساواة، فمن قال اننا نقوم بالتفريق في المعاملة بين الذكور والإناث، فها هي فتياتنا تشرق وتغرب في الصحاري والوديان حالها في ذلك حال الذكور. وقد يعتقد القارىء أنها الحالة الوحيدة التي حققنا فيها مشهدا حضاريا، لكن هناك لائحة طويلة تثبت أننا أصبحنا في مقدمة لائحة الدول المتحضرة. إن أي انسان بسيط تفرض عليه الظروف السير لعدة أمتار في أي شارع من شوارع المدينة سيلاحظ بعد توقفه أنه قد امتلأت ملابسه بلون أسود قذر وكأنه سار دهرا في محطة بنزين فالديزل تراه في حذائك، وأطراف ملابسك خصوصا اذا كان المتنزه رجلا، وأطراف اليدين، وعلى وجه القدم، وعلى سحنة الوجه قليل من البودرة السوداء. هذه الظاهرة كنت قد شاهدتها وعشتها قبل 15 عاما وأنا أتنزه في شوارع مدينة روما الحضارية لكن اليوم أصبحنا ننافس روما والقاهرة وربما هونج كونج، أيضا رائحة المسك المنبعثة دون حياء ولا خجل من أكوام القمامة المتجمعة في الشوارع، والقاذورات منتشرة في الشوارع وتجمعات القطط تحتفل بموسم السياحة للمنطقة الشرقية بكل ابتهاج وسعادة. فمن كان له الحظ للسفر لبعض الدول العربية والتي تعد متحضرة وسابقة لنا في الحضارة، فإن أول ملاحظة سيلاحظها، هي تجمعات القمامة والرائحة التي تزداد أكوامها يوما بعد يوم، ولا هناك من يرحم حالها وحال من هو يسكن حولها. وها نحن نحقق اليوم موقفا حضاريا وإن كان متأخرا نوعا ما، وربما رغبت الأمانة العامة لمدينة الدمام تسجيله مع دخول موسم السياحة للمنطقة الشرقية. وأخيرا وليس آخر الصور الحضارية التي نسجلها للأمة هي هذا الهوس الفني الذي يدب في أنفاسنا وأرواحنا يوما بعد يوم.