خطت دبي خطوة مهمة أخرى نحو تعزيز جهود التنويع الاقتصادي من خلال إطلاق مشروع مدينة دبي الملاحية، وهو مشروع طموح يهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز إقليمي للخطوط الملاحية وحركة النقل والتجارة.
ولاشك ان هذه المكانة تعرضت في السنوات الأخيرة لمنافسة،وتحديات إقليمية تمثلت في المشروعات الجديدة في عدد من موانئ المنطقة والميزة التنافسية التي تعطي بعضها أفضلية مثل الموانئ العمانية حيث تطل مباشرة على المحيط ويمكنها بالتالي استقبال سفن اكبر حجما كما أن بعض الجهات أصبحت تفضل تفريغ الحمولة في الموانئ العمانية ونقلها بالشاحنات إلى بقية دول مجلس التعاون الخليجي، بدلا من الدخول إلى الخليج .
ورغم أن بعض الخطوط الملاحية العالمية تحولت بالفعل لاستخدام الموانئ البديلة ،إلا أن هذا الأمر لم يفقد موانئ دبي مكانتها حيث واصلت الغالبية العظمى من الخطوط الملاحية استخدام تلك الموانئ لاعتبارات تتعلق بالعديد من المزايا التنافسية التي توفرها تلك الموانئ حيث الخدمات اللوجستية المتطورة وفعالية التشغيل.
إن ما تراهن عليه دبي من خلال تطوير منشآتها الملاحية هو تكامل وفعالية الخدمة وهذا ما لا تملكه الموانئ الأخرى المنافسة في هذه المرحلة، كما أن الشيء الجيد في الخطوة الأخيرة هو أن المنافسة فعلا في صالح الجميع، وهي النقطة التي يشير إليها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع باستمرار عند سؤاله عن تحديات المنافسة الإقليمية.
لقد أسهمت المنافسة الإقليمية في تحفيز الجهات المسؤولة في دبي إلى تسريع خطوات التطوير ، وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها، فرغم أن دبي عودتنا على تقديم الجديد كل يوم، إلا أن تحرك الآخرين أسهم في تسريع إيقاع خطوات دبي بدرجة جعلت من الصعب متابعتها أو حتى توقع ما يمكن أن تقدمه لنا غدا.
