DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نظرة الوطن إلى المستقبل

نظرة الوطن إلى المستقبل

نظرة الوطن إلى المستقبل
نظرة الوطن إلى المستقبل
أخبار متعلقة
 
ظل هذا الوطن على مر التاريخ وسيظل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها رمزا واضح المعالم من رموز الحضارة الاسلامية الخالدة التي أمدت العالم لقرون وقرون بمشاعل الضياء والنور. ولعل السر الأهم في خلود هذه الحضارة يكمن في (إنسانها) الذي كان العنصر الفاعل فيها بعد أن حدد المولى عز وجل له رسالته في (العبادة واعمار الكون). لا شك في أن سلسلة الاصلاحات الداخلية التي أعلن عن خطوطها العامة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في خطابه السنوي لمجلس الشورى، ومن ثم تصريحات سمو ولي العهد بتوجه الدولة الى ترجمة ما جاء في ذلك الخطاب الى (برنامج عمل) للحكومة السعودية خلال الفترة المقبلة كان هدفها (إنسان هذا الوطن) الذي كان ولا يزال المعادلة الأهم في معضلة التنمية التي خاضت بلادناغمارها بعزم وثقة خلال ما يربو على المائة عام من عمرها المديد بإذن الله. من هنا فلا غرو ان حملت في طياتها ينابيع من التفاؤل لجميع فئات الشعب السعودي التي ظلت تتطلع طويلا الى هذه الاصلاحات التي هي من طبيعة الأمور على كل الأحوال، وتزداد قناعتها يوما بعد يوم بضرورتها وبالذات في ظل هذه المرحلة المهمة جدا من هذا الوطن الذي يواجه بجملة من تحديات على جميع الأصعدة التي لا اخالها خافية على أحد، وبالتالي فهي لا تحتاج إلى اطالة أو استرسال. فلقد مر الوطن بجملة تحديات على الأصعدة الاقليمية والمحلية كان أهمها تلك التفجيرات التي حدثت في قلب عاصمة الوطن الذي كان وسيظل بعون الله واحة وارفة من واحات الأمن والسلام في ظل هذا العالم المضطرب، وما خلفته من آثار على جميع المستويات التي من أهمها التأثيرات النفسية جعلت جميع من انتمى لهذا الوطن حكومة أو شعبا يدركون أن التصدي لما يحدث يجب أن ينبع من الداخل ومن خلال تعاون الجميع للتصدي للإرهاب وكل من يقف وراءه بالفعل أو الكلمة. من هنا فلا غرو ان حملت تباشير ملامح الاصلاح المقبلة ـ إن شاء الله ـ جملة من عناوين مهمة يأتي في مقدمتها صرح فكرة توسيع نطاق المشاركة الشعبية، وتأسيس جمعيات حكومية وأهلية لحقوق الانسان وهي خطوات ستلقي بظلالها على المستقبل الواعد الذي نرجوه جميعا لهذا الوطن من خلال تشابك السواعد لبناء غد مشرق واعد بإذن الله..إن فكرة توسيع نطاق المشاركة الشعبية تعين في التحليل النهائي عزم الدولة على اشراك المواطن في أدوات السلطة وادماجه في مؤسسات، وأدوات الحكم مع ما يعنيه ذلك من تاصيل لروح المواطنة في نفوس أبناء هذا الشعب وبالتالي شعوره بروح (المسؤولية الاجتماعية) التي تجعله قادرا على مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه بلادنا الحبيبة بعد أن اطل الإرهاب ـ كما سبق أن أسفلت ـ بسحنته المقيتة على الأرض التي أراد لها المولى أن تكون مثابة للناس وأمنا، وتزايدت معدلات البطالة بشكل مخيف جعلت أبناءنا من الشباب ينظرون الى المستقبل بوجل وخيفة بعد أن وجد الكثيرون منهم أبواب الرزق قد سدت في وجوههم مما جعل أبناء الطبقات الفقيرة وحتى الوسطى منهم يهيمون على وجههم لا يلوون على شيء بعد أن احكم بعض ممن يسمون (أصحاب الشركات الوطنية الكبرى) وأولئك النفر من البيروقراطيين (أصحاب الكروش المنتفخة) الذين لا يستطيعون الحراك بدون (فيتامين واو) اقفال جميع الأبواب في وجوههم. من هنا نستطيع القول أن اشراك المواطن في صياغة مستقبل وطنه من خلال آلية تمثيل تحظى بشرعية وقبول جماعي في المجالس الدستورية، يجعله قادرا على تحمل تبعات التطورات الداخلية في البلاد على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مما يقلل بدوره من الضغوط التي تمارس على الدولة داخليا وخارجيا في ظل نظام عالمي شديد التعقيد تقف على هرمه دولة منفردة عظمى لا تعرف سوى مقولة (إذا لم تكن معي فأنت ضدي). وفي الإطار نفسه، فإن المضي قدما في اقامة مؤسسات المجتمع المدني من خلال جمعيات لحقوق الانسان بما يفترض لها ان تلعبه من ادوار يأتي على قائمتها تحقيق الرقابة على أداء بعض المؤسسات الحكومية توخيا لتحقيق العدالة لجميع المواطنين وبالتالي حمايتهم من تجاوز السلطة العامة يعني ترسيخا لمفهوم المواطنة بجميع ابعادها، وفي الوقت نفسه اقامة سلطة رقابية تقف في وجه أولئك الذين يسيئون استخدام السلطات التي منحت لهم في سبيل تحقيق أوهام من الأمجاد الشخصية. إن الرؤية الاستراتيجية الوطنية للمرحلة المقبلة تحتم علينا جميعها أن نتعاون تعاونا ايجابيا بناء في المساهمة لكي تصل هذه الخطوات الاصلاحية الى مجموعة الأهداف المتوخاة منها بهدوء وثقة في طريقها المرسوم، مع ما يتطلبه ذلك من تكريس لجميع الجهود الوطنية المخلصة بعيدا عن المزايدات ورفع الشعارات البراقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وعليه، فإن الخطوة المقبلة يجب أن تكون ترجمة هذه التوجهات الاصلاحية التي أعلن عنها المليك المفدى يحفظه الله الى واقع فعلي عملي يلمسه المواطن، وصونه في البيروقراطية الحكومية التي لا هم للبعض منها سوى قتل كل مبادرة أو توجه خلاق لا لشيء سوى (غاية في نفس يعقوب). ولله الأمر من قبل ومن بعد. دمتم. وعلى الحب نلتقي