من المفارقات اللافتة للنظر ان يأتي اللقاء النهائي على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بين الاتحاد والاهلي في بعض احداثه صور شبه متطابقة للقاء نصف النهائي الذي جمع الاهلي بالقادسية وان كان اللقاء الاسبق اكثر اثارة وندية.
لقد كانت النتيجة هي ذاتها حتى في السيناريو الخاص بها من حيث ان من كان متقدما بهدفين هو من خسر بعد ذلك بثلاثة بغض النظر عن جزئية الاختلاف البسيط الذي تمثل في ان الاتحاد هو من قد بدأ بالتسجيل اولا كما ان الاهلي قد اكمل اللقاء ناقصا بعشرة لاعبين بعد طرد لاعبه ابراهيم السويد جراء حماقة وهو الحال ذاته بالنسبة للقادسية حينما اضطر الفريق لاكمال المباراة بعشرة لاعبين جراء اصابة البرازيلي اليكس ووقوفه داخل الملعب دون حراك تكملة عدد لان التغيير قد نفد جراء حماقة ايضا وجزئية الاختلاف البسيط في هذه الصورة تكمن هنا في ان الاول خرج مطرودا والثاني وقف مصابا وفي الصورتين الاولى والثانية يمكننا القول ان الصدفة لعبت دورا كبيرا في ذلك.
اما الذي لايمكن التصديق به اطلاقا بانه معطوف على الصدفة البحتة هو حكم اللقاء الذي قاد ايضا لقاء نصف النهائي!! في سابقة ربما تعد الاولى من نوعها في العالم وبرغم غرابة هذا الامر في صورته الظاهرة الا انه يظل من حيث التطبيق على ارض الواقع اكثر عجبا من اسمه حيث سجل اخفاقا بدرجة امتياز شاهده الجميع في مختلف ارجاء الوطن العربي الكبير.
انا هنا لست بصدد التطرق لحالات الاخفاق الفاضح حيث كفانا ما قاله الكثير من اصحاب الخبرة في هذا المجال بما يجعلنا في موقع الحرج الشديد امام الرأي العام الرياضي غير السعودي كونه حكما يحمل الشارة الدولية!! وانما القصد من استعراض هذا الشيء المخجل للتذكير بان الصورة في ابعادها السلبية بعيدا عن الاهلي والاتحاد قد اساءت للحكم السعودي بصفة خاصة وللرياضة السعودية بصفة عامة وبالتالي فهي بحاجة الى وقفة رادعة.
اما الصورة الاكثر احباطا لمن يعنيهم الامر هي التي تمثلت في الجبن الكروي القاسم المشترك الذي كان عليه المدربان في القادسية والاهلي فالاول التونسي طغى على تفكيره اسلوب اللا منطقية في التعامل مع الحدث الواقع داخل ارضية الملعب فاجرى تغييرا نابعا من افلاس في التفكير اصاب الجميع به بالاحباط كان بمثابة النكسة في مضمونه حيث تغيرسير المباراة من بعده من حال لآخر ورغم ذلك ابتسم للكاميرا معبرا عن رضاه لما قدمه فريقه من اداء متميز وكأن ما كان يعني القادساويين حينها هي تلك الابتسامة والثاني البلجيكي تعامل مع فريقه من منطق عناد نابع من مكابرة في ظل ابقاء احدى ورقاته الرابحة ان لم تكن افضل الورقات بجواره على دكة الاحتياط وكأن الحدث برمته مباراة ودية تحضيرية ليست نهائي كأس تدمع له العيون وتدمى له القلوب مع اصراره على نفس منهجية الاداء والاخطاء ذاتها التي كان عليها منذ لقاء فريقه بالقادسية. والتي اعترف بوجودها الدكتور عبدالرزاق ابو داود في حينه واعلن للملأ برغم الفوز ان المدرب سوف تتم محاسبته.. فأين هي تلك المحاسبة طالما كان الاسلوب في التخبط هو ذاته؟!.
الحقيقة بعد خروج القادسية من الدور نصف النهائي بفضل المدرب الذي قال انه لن يجدد معهم ثانية بالرغم من وجود تأشيرة الخروج والعودة في جواز سفره المعطوفة على شرط التجديد سبعين الف دولار مقدم عقد واثنى عشر الف راتبا شهريا لم يعد يعنيني الامر ان ذهبت الكأس للعميد او القلعة فجميعهم اهل للبطولة.. لكن في ظل رغبة اكيدة من الجميع تعني بالتطور خصوصا في ظل توجه الانظار بقوة لمتابعة مباريات الدوري الاماراتي والقطري فانه يبقى من حق الجميع ان يتساءل من اين يأتون لنا بامثال هؤلاء البشر اشباه المدربين؟! من ذا الذي يقيم تاريخهم التدريبي المهني؟! اين دور ادارات الكرة في التعامل مع مثل هذه الحالات؟! اتمنى ان يكون ما سمعته في هذا الصدد من ان بعض مدراء الكرة يرفضون اتخاذ الخطوة الجريئة من منطلق العشرة وما صار بينهم وبين المدرب من عيش وملح غير صحيح.. حيث ان هذا الجانب الانساني كما هو معروف ربما كانت له علاقة بمنظمة اليونيسيف وليس بطبيعة عمل يترتب عليها خسارة مئات الالاف من الدولارات انها اسئلة قد نتجاوز عن توجيهها لبعض مسئولي الاندية لمعرفتنا المسبقة بامكانياتها المادية بما فيهم القادسية التي سوف نتجاوز ايضا عن قناعة رئيسها التي لن تسمن ولن تغني من جوع المعنية بان مدرب فريقهم من افضل المدربين العرب ان لم يكن احسنهم!! لكن يظل الاهلي بوجود ذلك الكم من اعضاء الشرف محل السؤال هل يمكن ان يقيد ايليا ضمن قائمة ضمت في جنباتها نفس يوم ديدي وتيلي سانتانا انه نفس الحظ التعيس الذي جعل العجلاني مقيدا في قائمة ضمت في جنباتها المرحوم شحتة تغمده الله بواسع رحمته وبيفارنيك ومن قبله المدرب الوطني القدير خليل الزياني.
صورة مألوفة ليست نادرة الوانها باهتة تمثلت في ذلك التصرف الاهوج الذي قام به اللاعب حسين عبدالغني ضد اللاعب اسامة المولد تؤكد في مضمونها من جديد ان هذا اللاعب غير جدير بأي عفو.
صورة عجيبة في ندرتها لكنها جميلة بالنسبة للمدرب الوطني خالد القروني حيث حقق بهذا الفوز بطولتين لفريقين مختلفين في موسم واحد.. نبارك له هذا الجهد والعطاء كاحد ابناء هذا الوطن.
صورة ذات رونق وطابع خاص جذابة في معانيها انها الجماهير الاتحادية.. نبارك لهم هذا التتويج.
ختاما.. الف مبروك للنمور وحظا باسما زاهرا للكواسر.
إلى اللقاء.