" وصف أحد المثقفين في مصر جماعات المستفيدين من سياسة الانفتاح أيام السادات بأنها ( طبقة المظليين) وكان رأيه أن المظليين عادة ينقضون من السماء على المواقع ليحتلوها أو ليدمروها. وأن هذه الطبقة كانت مـصممة أمـا أن تسـيطر على مصـر وإما أن تدمرهـا". هذا ما جـاء في كتـاب" خريف الغضب" للأستاذ محمد حسنين هيكل. أما الأديب الذي أطلق التعبير فهو الروائي يوسف القعيد. وها أنا أستعير هذا التعبير، مرة أخرى ولكن سأستخدمه في بعد آخر. نحن نعرف المظليين الذين يهبطون من طائراتهم في الفضاء بمظلاتهم الملونة لتدمير الأرض أو احتلالها. غير أن هناك نوعاً من المظليين هبطوا على الأرض من السماء دون أن نراهم في المظلات الملونة. أنهم فقط هم الذين يحدثوننا عنها. وأعني بهم:
1- الطغاة.
2- الذين يفتون بغير علم.
مسيرة الطغاة في التاريخ كله معروفة: فهم بين زعمين: اما أن يزعم أحدهم أنه الرب الأعلى مثل فرعون موسى، أو يزعم أن الرب هو الذي يوجهه لإغاثة البشر وإنقاذهم مثل القائد " الضرورة" صدام أو مثل السيد بوش الصغير الذي يدعي، كما نشرت الصحف، أنه على علاقة "شخصية" بالرب. ان زعما مثل هذا لا يتعلق أولا يقتصر على مرض نفسي أو جنون عظمة، ذلك لأنه لا يبقى في نطاق اعتقاد فردي، بل إنه اعتقاد يبرر بشكل قاطع أو ( سماوي) بأن أي فعل يقوم به مثل هذا المدعي تجاه البشر الآخرين هو فعل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. بهذا أذل البشر ونهبت أرواحهم وأموالهم، وبهذا بدلت المفاهيم الإنسانية وحتى تلك السماوية حسب إرادة القوة والبطش فأصبح الأمر كما قال عبد الرحمن الكواكبي:
أصبح الظلم عدلاً،والسجن رأفة وسلب الأموال منة وكرما، وأصبحت ( الحارات) كلها: "كل من إيده إله"