فى ظل الرفض الداخلي والخارجي المتزايد بشأن خططه لضرب العراق وإعلان العديد من الدول وكذلك عدد من قيادات الكونجرس ضرورة التمهل إزاء ذلك ، أكد الرئيس الأمريكى جورج بوش الليلة قبل الماضية أنه لن يتسرع في قرار الحرب قائلا إنه رجل صبور ولديه العديد من الوسائل السياسية والاستخباراتية والعسكرية لمواجهة ذلك . وجاء تأكيد الرئيس بوش في سعي واضح الى طمأنة الطبقة السياسية الأمريكية وأيضا حلفائه الذين يشعرون بقلق متزايد من تدخل عسكري أمريكي قريب ضد العراق وأضاف خلال اجتماع انتخابي للحزب الجمهوري في بيتسبرغ (بنسيلفانيا، شمال شرق) سنأخذ وقتنا لنكون واثقين من أن سياستنا صائبة. لكن التاريخ يدعونا الى العمل للدفاع عن الحرية. ان علينا واجبا حيال المستقبل وهذا البلد العظيم لن يتراجع امام مسؤولياته. وقال بوش إنني رجل صبور مضيفا أن لديه لتحقيق ذلك العديد من الوسائل، سياسية واستخباراتية وعسكرية، إضافة الى الكثير من الأصدقاء. وقد عمد بوش في الأسابيع الأخيرة الى الإكثار من التصريحات المشابهة التي بدأت، مع التسريبات التي تنشرها الصحف عن سيناريوهات عسكرية مختلفة للإطاحة بالرئيس صدام حسين، تثير القلق والتساؤلات في الكونغرس وفي العالم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قد قال أول أمس إن توجيه ضربة للعراق قد يكون غير حكيم نظرا للظروف الحالية في الشرق الأوسط. وردا على اسئلة الصحافيين بشأن تشدد الموقف الأمريكي ازاء النظام العراقي، قال عنان ان موقفه واضح جدا.
واوضح اعتقد ان توجيه ضربة للعراق قد يكون غير حكيم، نظرا للظروف الراهنة، مع ما يحدث في الشرق الاوسط.. كما وضع عنان اعضاء مجلس الامن الدولي امام مسؤولياتهم عبر مطالبتهم باتخاذ موقف ازاء رسالة الحكومة العراقية التي تدعو كبير مفتشي الامم المتحدة عن الاسلحة هانز بليكس لزيارة بغداد.
وقال عنان قبل لقائه بأعضاء مجلس الامن الدولي بعيد الظهر خلال الغداء التقليدي الشهري الذي يتم خلاله تبادل الرئاسة الدورية للمجلس، آمل ان يكون لدى المجلس شيء يقوله حول تطبيق قراراته ذات الصلة، في اشارة الى حال الترقب التي اثارتها الدعوة العراقية الى هانس بليكس. وقال امل ان اتمكن من صياغة رد فعل، .. لا اعتقد انه ينبغي ان يطول الامر. ولكن معرفة ما اذا كان على هانز بليكس ان يقبل أو يرفض الدعوة العراقية، مسألة شديدة الحساسية في وقت كرر الرئيس جورج بوش تأكيد عزمه على الاطاحة بالنظام العراقي وفي وقت يبدو أن الإعدادات جارية لتوجيه مثل هذه الضربة.
وقال دبلوماسي غربي ان عنان لا يريد ان يتخذ وحده قرار قبول الدعوة خشية ان يتبين انها مجرد مناورة لكسب الوقت، كما تقول واشنطن. . لكنه لا يستطيع كذلك رفضها ببساطة، الامر الذي يمكن ان يفسر باعتباره رفضا للحوار من جانب الامم المتحدة.
وللاسباب نفسها، لا يريد مجلس الامن الدولي ان يخوض بشأن هذه الدعوة نقاشا قد يفضح الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وباقي الاعضاء الدائمي العضوية، اي فرنسا والصين وروسيا. ولشرح اصراره على الحصول على رد من مجلس الأمن الدولي، قال عنان ان الدعوة العراقية تختلف عن مقتضيات القرار 1284، لعام 1999، والصادر عن مجلس الامن الدولي. وينص القرار على ان على العراق ان يسمح اولا للمفتشين بدخول العراق والقيام بمهمتهم لفترة 60 يوما يضعون في ختامها تقريرا يقترح برنامج عمل يقرر المجلس بشأنه.
وقال عنان بالطبع لو نفذ العراق الالتزامات الواضحة المطلوبة، ستقبل الدعوة.
ولفت مسؤول في الامم المتحدة الى ان بليكس يقدم تقريره الى مجلس الامن الدولي، وليس الى الامين العام لذلك فانه يتعين على المجلس ان يقرر. ولكن الولايات المتحدة التي تتولى رئاسة المجلس خلال اغسطس الجاري قالت ان رسالة وزير الخارجية العراقي التي تضمنت دعوة بليكس لا تخص مجلس الامن، واعتبر البيت الابيض ان ليس فيها ما يستحق البحث.