DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

نجيب الزامل

نجيب الزامل

نجيب الزامل
نجيب الزامل
أخبار متعلقة
 
لكم أحب هؤلاء الناس , ولكم أغبطهم , هؤلا الناس الذين يخلق الله فيهم الرحمة حتى يكادوا يكونون صنفا نورانيا بين البشر , ليضيئوا القلوب رغم هذه المآسي والفواجع التي تقلب العالم سعيرا من اليأس , وكهوفا قارسة من القنوط حتى وكأنك تنتظر بعثا جديدا بعدأن نفضت كل أمل في عالم يتصارع على كل شيء ويموت ملايين البشر من أجل لا شيء. ولكن يأتي ناس وكأنهم يرسلون من فتحات الأنوار ليغسلوا شيئا من أوحال الدنيا ويحاولون زرع وردة بيضاء في الأرض المدرعة بالحرب والبغض والأنانية .. وفي القصص الحالمة دائما الفوز في النهاية للخير . وأنا أصدق هذه القصص لأن الله خير .. هؤلاء الناس من كل قطر ومن كل جنس هم القطرات البيضاء التي تصب على القماش الأسود فتسري به تملؤه بالنور وإن طال الزمن لينتشر النسيج أبيض كإرادة الحياة... وإرادة الحياة هي الإيمان , والإيمان يعلم حب الانسان لأخيه الانسان. ويخبرني صاحبي عن هذ السيدة التي تعمل معه في مركز خدمي كبير . وأراد يوما أن يوجد مبالغ نقدية لمساعدة اليتيمات وإرسال الهدايا لهن في مراكزهن .. وكانت الفكرة أن تقام مناسبة تباع فيها الأطباق الخيرية وتجمع إيرادات المناسبة لتشترى بها الهدايا .. كانت أصعب المراحل هي اختيار وتبضع الهدايا ذاتها. اختيار الهدايا مهمة شاقة ومرهقة ومحرقة للوقت وكانت الحيرة في اختيار من يؤدي المهمة .. يقول صاحبي شملته حيرة وحرج كبيران في اختيار من يقوم بالمهمة , من تستطيع أن تتصل بكل فتاة على حدة وتسجل طلبها . ثم تذهب للأسواق تختار لكل فتاة هديتها ومن أماكن مختلفة ومتباعدة ثم تشرف على تغليف هدية وكتابة اسم صاحبتها عليها . ثم الذهاب الى مقر اليتيمات وتسليم كل فتاة هدية والبقاء معهن في أيام رمضان او الأعياد .. أهم الأيام لجمع شمل أية أسرة. وتقدمت هذه السيدة ورجته كمن يسأل منه وليست مهمة .. وبالفعل عندما ذهبت لهن كان الآخرون يتعجبون من تحملها بينما هي تقضيها بالفعل في رحاب السماء , مع اليتيمات اللاتي تتردد ضحكاتهن في كل أركان البيت .. ضحكات السعادة وهن يتقافزن بهداياهن مثل الأطيار على أغصان الفرح المزهرة. مع الوقت انتهى الطبق الرسمي لقضايا ظريفة . ولكن صاحبي استمر في العمل الخيري شخصيا ولن تتهاون لحظة السيدة الخيرة في الاستمرار كل عام تطوعا وحبا .. فهي من نوارات الخير , رسل المحبة على الأرض. وعندما يأتي موعد السيدة تستعد الفتيات بفرحة غامرة وتتعالى أصواتهن الشجية مبشرات أنفسهن: اليوم يا بختنا ستأتي الخالة هدايا!