منذ هذا الصباح
الوئيد
منذ هذا الصباح
الذي
كفكف الضوء
وهج القناديل
في غسق من وعيد
بل دعوني أقول لكم:
منذ هذا الصباح البليد!!
لملمت بعض أشيائها
مثل سجادة للصلاة
وقنينة الزيت
والشرشف الكستنائي
عكازها الخشبي
العتيد
مثل أوراقه
الصور الذكريات
التي سكنت مقلتيها
وتلك الهدايا
التي ابتاعها يوم عيد
منذ هذا الصباح
الذي جاءها لاكما تشتهي أو تريد
خبأت رعبها
بين وجه الشباب الفتي
وعين الوليد
قبلته على وجنتيه
وضمته كالطيف
قالت له: أنت مني
قريب
قريب.. بعيد
هزها صوته
حينما قال:-
أمي غدا لحظة الانتظار
الفريد
سوف تحني
شهاداتي الجامعية
قاماتها تحت رجليك
من دون قيد
آه يا أم. قد بات حلمك
في الحج
يدنو إليك كحبل
الوريد
ودعته كحلم توارى
وعادت إلى ذاتها
من جديد
منذ هذا المساء الذي
جاء بعد الصباح
الكئيب البليد
أوصدت بابها
ثم راحت تناجي أسى
رب..
هذا ((طريق الجنوب))
الذي ضم
في حضنه.. قرة
عيني الوليد
آه.. يا رب قد مات
قد مات..
قد مات (( طفلي))
الوحيد