عزيزي رئيس التحرير
في بعض الاجهزة الادارية تتشكل أطر العمل ومداراته وفق منظومة محبوكة ومرسومة من قبل المسؤول في ادارة ذلك العمل فالموظف في دائرته حبيس اوامره وتوجيهاته التي لابد وان تنفذ بدون نقاش حيث اسمه الذي يجب ان يبرز ويبقى في الصدارة لانه صاحب القرار والتوقيع الاخير من برجه العاجي.. اما كرامة الغير وعزة الغير، وحقوق الغير فليس لها مجال البتة في صفحة ذلك المسؤول ناهيك عن ان تكون في جوهره، وبين جوانحه وداخل احاسيسه وما دام الامر كذلك فما فائدة المسئولية اذا انقلبت وبالا على صاحبها، ما فائدتها اذا كان سمتها الكبت والضغط والاستعلاء في اي مجال يهم الموظف بل يهم مصلحة العمل؟ فالحافز التشجيعي مثلا له دور اساسي في الانتاجية التي تتولد من اعطاء الموظف حقوقه من ترقية مستحقه، او انتداب في مجال عمله اذا تطلب الامر ذلك، وكذا اضافة ساعات عمل للمجد غير القادر على تأدية وانجاز ما انيط به من اعمال في الوقت الاصلي جراء تزايد المعاملات او صعوبة انهاء اجراءاتها بما تطلبه من دراسة لها لمعرفة كنهها.. وأدهي من ذلك اذا كان ذلك المتغطرس يرى ان الفرص الوظيفية ملكه الشخصي يهبها لمن يشاء فهذا هو الظلم بعينه اذ هو مؤتمن عليها والواجب عليه ان يمنحها لموظفي ادارته وفق معيار العدل والنزاهة ودون محسوبيات او شفاعات ظالمة او تزلف هذا الموظف وتملق ذاك.
المسألة إذن يجب ان ينظر اليها وفق معايير اسلامية لا يمكن تجاوزها او تأويلها باي شكل من الاشكال حتى لا نصل الى مرحلة الاجحاف والظلم في حق الموظف الضعيف المغلوب على امره الذي ما ان يرتفع صوته بالحق الا ويجد في الساحة من يقول له: قف فلست مخولا بالحديث ولايحق لك رفع خطاب تظلم لمن ترى انه سينصفك حتى وان استطعت فتح ثغرة في الحاجز الذي تعايشه فالخوف كل الخوف ان تكون عدوى الاستعلاء والتجبر في ذلك الرئيس قد انتقلت تلقائيا لرئيسه ايضا فتصبح كمن استجار من الرمضاء بالنار وعندها ليس لك الا رفع أكف الضراعة الى المولى عز وجل الذي لا تخفى عليه خافية.. فاحذر ايها الظالم دعوة المظلوم.. محمد عبدالرحمن الغماس الرياض
