ما كادت تحط طائرة الرئيس الامريكي جورج بوش في منتجع شرم الشيخ في مصر حتى اعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بعد تردد عن الافراج عن تيسير خالد خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لايهام الرأي العام العالمي والامريكيين بانها تستجيب لشروط التطبيع وانها تنفذ ما التزمت به للادارة الامريكية، فيما استقبل الرئيس ياسر عرفات تيسير خالد فور الافراج عنه من سجون الاحتلال.
وقال خالد للصحفيين بعد الافراج عنه، بان اعتقاله جاء لدوافع سياسية وهو غير مبرر. وقال: ان عملية اعتقاله تمت بطريقة اجرامية سقط خلالها اربعة شهداء واكثر من 24 جريحا. واكد خالد على اهمية الافراج عنه من سجون الاحتلال، موضحا ان هناك آلاف الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين مازالوا يقبعون داخل معسكرات الاعتقال الاسرائيلي، والذين يتحتم الافراج عنهم، ولذلك فان الافراج عنه لا يغير شيئا من الواقع.
وقال خالد في اول تصريحات صحفية ادلى بها، لموقع (عرب 48)، انه يعايش مشاعر متناقضة تمزج بين الفرح والغضب والنقمة على معسكرات الاعتقال الاسرائيلي. وقال (اتذكر في هذه اللحظات معسكرات الاعتقال التي تشبه معسكرات جنوب افريقيا ابان التمييز العنصري).
وأضاف: (الان واثناء خروجي لمست ايضا ما يعانيه ابناء شعبي الفلسطيني عند الحواجز فزادت نقمتي على هذا الاحتلال).
وفي سؤال حول ظروف اطلاق سراحه، والحديث عن مساعي رئيس الحكومة الفلسطينية، محمود عباس، للتوصل مع الفصائل الفلسطينية الى اعلان الهدنة لمدة عام، اوضح خالد انه كان على اتصال دائم مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس، مشيرا الى انه لا يمكن الحديث عن أي هدنة بغض النظر عن هذا الفصيل او ذاك، في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي المتواصل على ابناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف: الهدنة بحاجة الى طرفين وليس الى طرف واحد، وعلى شارون ان يوقف الممارسات العدوانية والارهابية وان يغلق، بالكامل، ملف الاسرى والمعتقلين الاداريين وان لا يتعامل معه اطلاقا.
واضاف انه اذا استمر الاحتلال الاسرائيلي بعدوانه فلا يحق لأحد ان يلوم الشعب الفلسطيني على ممارسة حقه في المقاومة.
وابدى خالد تخوفه من الضغط الامريكي الذي تقول انها تمارسه حاليا على اسرائيل، موضحا انه جاء في وقت متأخر جدا بعد ان كانت الادارة الامريكية تقدم الغطاء السياسي لحكومة شارون وممارساتها العدوانية بحق ابناء الشعب الفلسطيني، معتبرا هذا الضغط يأتي في اطار تجميل الوجه القبيح لسياسات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط، والتي زادت بعد عدوانها على العراق، كما أنه يأتي في محاولة منها الى اظهار نفسها بشكل متوازن.
واضاف لمست من خلال اتصالاتي، ان الضغط الممارس على الجانب الفلسطيني اكبر بكثير من ذلك الممارس على اسرئيل.