تطلع العالم بالأمس الى قمة العقبة بعين ملؤها التفاؤل بامكانية ان تلعب الولايات المتحدة دورا اساسيا وفاعلا لتسوية ازمة الشرق الاوسط، فخريطة الطريق التي وافق عليها الفلسطينيون ووافقت عليها اسرائيل بشروط تعد مبادرة راجحة على طريق اقامة دولتين مستقلتين متجاورتين معترف بهما دوليا في الشرق الاوسط، وبامكان تلك المبادرة ان تنزع فتائل صراع طويل في المنطقة استمر زهاء نصف قرن من الزمن، وما زال العرب يؤكدون رغم الصداقة التقليدية التي تربط واشنطن بتل ابيب ان اية مبادرة للسلام لابد ان تقترن بضغط سياسي يدفع الحكومة الاسرائيلية للرضوخ لمبادرات السلام، فان كانت خطة خريطة الطريق قد نالت هذا الاهتمام الكبير فان مبادرة السلام العربية التي طرحت في القمة الدورية في بيروت وكانت في الاصل مبادرة سعودية طرحها سمو ولي العهد امام اخوانه واشقائه الزعماء العرب وتحولت الى مبادرة عربية جماعية نادت كما نادت الخطة باهمية قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية معترف بهما وتسوية ازمة منطقة الشرق الاوسط بشكل عادل وشامل وكامل، فالمبادرة والخطة متشابهتان في كثير من التفاصيل والجزئيات، ويتبقى على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تحت رعاية مباشرة من الولايات المتحدة انفاذ نصوص خطة خريطة الطريق التي يبدو انها فرصة سانحة قد لاتتكرر لإحلال السلام في المنطقة لاسيما ان الطرفين اعلنا عن التزامهما بهذه الخطة، فهي ترجمة نهائية لمعظم المبادرات السلمية السابقة بما فيها الرؤية التي طرحها الرئيس الامريكي باقامة الدولتين المستقلتين فلابد - والحالة هذه - من العمل على وقف اطلاق النار بين الطرفين واشاعة سحابات من الثقة في اجواء المنطقة بامكانية التوصل الى السلام المنشود فالفرصة تبدو مواتية اكثر من اي وقت مضى للوصول الى تسوية حقيقية في المنطقة شريطة ان تقوم الولايات المتحدة بوصفها الراعي الاول للسلام في هذا الجزء الحيوي من العالم بدور فاعل ومؤثر لانهاء النزاع بشكل حازم وقاطع.