DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

"الميكانيزم"... أو نظام تشغيل انسان

"الميكانيزم"... أو نظام تشغيل انسان

"الميكانيزم"... أو نظام تشغيل انسان
أخبار متعلقة
 
لم اعثر على ترجمة دقيقة وشافية لمعنى كلمة MECHANISME هناك تأخذ معنى آلية وهنا بمعنى منظومة وفي مكان آخر نظام تشغيل قد ينطبق على الآلة اكثر من انطباقه على الانسان. المصطلح في الاساس فلسفي وذو علاقة بالعلوم الطبيعية، والمحاولات جرت ولاتزال تجري لتفسير تصرفات الانسان وردود فعله على اساس القوانين التي تسير مكونات الطبيعة. الاغراء لايزال قائما في التشابه بين الانسان والطبيعة لكن الفلسفات الانسانية المعاصرة قطعت شوطا كبيرا في تميز الانسان بعقله وبخاصة في نمو وتطور الجدل في المنظومة المعرفية التي تتحكم في رغباته وتصرفاته. اي بين الرغبة والمباشرة بالفعل لتحقيق هذه الرغبة. لتبسيط الامر نقول ان الانسان وقبل ان يقوم بأي عمل لتحقيق رغبة تراوده يخضع هذا التصرف لثلاثة شروط: الرغبة - الجدل - الفعل - هذا هو ميكانيزم - او نظام تشغيل - الانسان الذي يميزه عن الحيوان مثلا حيث لا يملك ميكانيزم الحيوان سوى حلقتين: الرغبة - الفعل. الموضوع اعقد من ذلك لكن هذه ظواهر عامة يمكن الاستدلال بها. هل يمكن لاي قوة في هذا الكون فكرية او مادية سلب الانسان حلقة تميزه اي حلقة الجدل التي تبين فائدة او ضرر الاقدام على فعل ما لتحقيق رغبة مادية او هدف مثالي؟. تلك مسألة لاتزال موضوع جدل بين علماء النفس وعلماء الاجتماع والفلاسفة بكل ميولهم المادية او المثالية. هل يمكن تصور انسان بدون عقل - انسان آلي؟. كلمة الانسان الآلي المستخدمة هي ترجمة خاطئة لمعنى (ربوت), وبما ان المشكلة بهذه الدرجة من التعقيد فهو جدير بالبحث والتنقيب. في اوروبا وامريكا يعكف المختصون من علماء النفس والاجتماع على دراسة سلوك ومشاعر اعضاء المنظمات والملل السرية وشبه السرية والعلنية والتي تدعي في غالبيتها الانتماء الى انواع من التأويلات لتعاليم المسيح الخارجة عن المألوف والسائد والرسمي. يصل اعضاء هذه المنظمات في الغالب الى حالة من الخضوع المطلق لتعاليم الزعيم او الهيئة القيادية السرية. لقد وصل الخضوع لدى بعض اعضاء هذه المنظمات الى الاقدام على الانتحار الجماعي، كما حدث في امريكا وسويسرا قبل عدة سنوات، بعض اعضاء هذه المنظمات ممن نجوا بجلدهم يقدمون اليوم خدمات جليلة لعلماء التحليل النفسي والاجتماعي وذلك عبر فضح المنهج الفكري والسلوكي الذي يقوم على اعداده وتطبيقه أناس مؤهلين لتحقيق مآرب شخصية ضيقة او مصالح سرية لقوى خفية. لا يستند برنامج الجمعيات السرية هذه على الدجل والشعوذة وان كانت مثل هذه الامور تأتي لاحقا يستند هؤلاء في البداية الى جزء من الحقيقة والى منهج يقوم على خطوتين: الخطوة الاولى هي تكريس الايمان المطلق بالمسيح والخطوة الثانية هي ان كل ما هو قائم في عقل ووجدان العضو الجديد هي مكونات فاسدة لابد من تفريغ (دماغه) منها، بعد عملية التفريغ النهائي تبدأ جرعات الحب المطلق للمسيح ولاعضاء الجماعة - انهم يحققون الجانب النفسي لقول الشاعر: أتاني هواها قبل ان اعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا فعندما يتمكن (الحب) يفقد الانسان اكبر نعمة كرمه الخالق بها وهي الحلقة الثانية من منظومة الانسان المعرفية التي تبين فائدة او ضرر تصرفه اي انه وعبر منهج فكري وسلوكي يمكن ايصال الانسان الى (ميكانيزم) غير قابل للاختراق يدفع هذا الانسان الى ان ينقطع عن كل ما يربطه بالعالم الخارجي ويصبح اسيرا لطقوس لا ترى في الاخرين من الناس سوى الجحيم. لذا شاهد الناس على شاشات التليفزيونات العالمية اجسادا متفحمة لاناس من كل الاعمار وسط غابات امريكا واوروبا. ويمثل كتاب الفيلسوف الفرنسي بيرنار هنري ليفي الاخير (من قتل بيرل) حول مقتل الصحفي الامريكي بيرل على يد متطرفين باكستانيين محاولة للبحث عن هذا الميكانيزم لدى القتلة. الانسان قوي وضعيف وليس ثمة ضمانة من ان يقع احدنا ضمن احدى هذه (الميكانيزمات) المحلية او الاقليمية او العالمية سوى ان لا ننقطع عما يحيط بنا من احداث وافكار قديمة او جديدة والله من وراء القصد .