يوماً بعد يوم..
نتأكد نحن في المملكة من حجم التقدير والمكانة التي نتمتع بها قيادة وشعبا ووطنا، ونتأكد أكثر أن هذا التقدير الدولي والعالمي لم يأت من فراغ، إنما يجيء نتيجة ثقة عميقة في الرأي والمشورة والمصداقية في الفكر والنوايا.
بالطبع، من حقنا أن نحتفي بما تستحقه بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ ورصيدها الذي اكتسبته طيلة مسيرتها .. ويزداد الزهو عندما تأتي الشهادة من قادة لهم مكانتهم عالميا وتأثيرهم في مجريات الأحداث.
جريدة الواشنطن بوست الأمريكية اعترفت أمس الأول بأن الزعيم الذي يحظى بأكبر قدر من إعجاب وتقدير واحترام الرئيس هو الأمير عبد الله الذي استطاع أن يواجه بشكل مباشر وصريح منطق الإدارة الأمريكية ، وهو مشهد وصفه أحد مساعدي بوش الكبار بأنه تجربة قريبة من الموت عندما وصل الأمير عبد الله إلى مزرعة الرئيس حاملا معه أدلة ووثائق للمجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين، وسؤال سموه المباشر عما إذا كان الأمريكيون على استعداد للتعامل الجاد مع هذه القضية أو فإن المملكة مظهما يكن من أمر ستكون مضطرة لإعادة حساباتها؟
هذا الموقف وضع بوش في موقف اعترف مساعدوه بأنه أمام زعيم يختلف في فكره وطرحه وصراحته وأمانته وإخلاصه ـ كما أقر بوش شخصيا ـ عن الكثيرين من زعماء العالم الذين التقى بهم أو هاتفوه خاصة وأن الأمير عبد الله يملك رؤية لما يريد لبلاده من تقدم ورقي.. ولعل هذا ما شجع الإدارة الأمريكية على التعاطي مع عملية السلام في الشرق الأوسط بشكل أكثر جدية.. الأمر الذي يضعنا جميعا أمام مزيد من المسئولية التاريخية تجاه قضايا أمتنا وشعوبنا وديننا.. ويرد في نفس الوقت على كل من يحاول الكيد أو النيل أو الدس بين أبناء وطننا الذي يزداد شموخا وتألقا مهما قال الحاقدون والمرجفون.
اليوم
