شهدت أحدية الشيخ أحمد المبارك احدى امتع الامسيات واكثرها عمقا ومعالجة. بخطاب المتفحص الحول القلب قدم الدكتور خالد العواد وكيل وزارة التربية والتعليم رؤاه التربوية التعليمية، ونظّر لما يفترض في ان تتوجه اليه همم العاملين في هذا الحقل الحيوي الخطير. فجاءت رؤاه وخواطره تلبس أحلى الثياب وتتزين بأجمل الحلي.
ما حمل بين السطور من حديثه الشيق يشير الى المساحة المشتركة التي يتقاسمها الكثير من المثقفين والمفكرين في هذا البلد المعطاء. مجمل هذه الافكار المشتركة هي ان العملية التعليمية والتربوية ليست آلة تقدم ما صنعت من اجله حال الضغط على الزر. هي البسيط المركب يثمر اذا صفت النيات وخلصت الهمم لاطرافها من المربي ـ كما اكد على رغبته الشديدة في تبني هذا المصطلح بدل المعلم ـ والطالب والاسرة. إخلاص النيات للمربي العطوف الذي يرى في طلابه الارض التي فيها يستزرع القيم الطيبة والعقل الواعي المدبر والتفاني للوطن. نيات لاتشوبها الطائفية المقيتة ولا التحيز المرفوض، الذي قد يظن البعض من محدودي الأفق وضيقي البصيرة، ان يجعل مما يمارسه من خلجات نفسه الضيقة وظلمات فكره المحدود نفعا لهذا الوطن وصلاحا للمواطن. واخلاص النيات للاسر الكريمة التي تستثمر شقا عمرها في فلذات أكبادها، يترجم في استكمال الجسر الممدود بين المدرسة والبيت. فمن المدرسة يندفع التعليم والتربية في آفاقها المهنية، ومن البيت تتدفق التربية والتعليم في قيمها العاطفية العاقلة.
عن كل ذلك في حديثه المنطوق منه والمفهوم، جاءت هذه المفاهيم والتمنيات معجونة بتقديره وإكباره للأحساء الحبيبة، التي عبر عنها المحاضر الكريم ببلد التسامح في تعددها المذهبي وألفة مجتمعها الموزائيكي، الذي هو طبيعي لتنوع ارض هذه الفلذة من كبد الوطن الكبير في نخلها الباسق وطلعها المنضود وزرعها اليانع. ونهى لزيارته الذي جمع قرائح مفكريها ومثقفيها وشعرائها وأدبائها تطلب المزيد من العناية والالتفات لهذه البقعة الطيبة.
في ختام هذه السطور أجدد الشكر والتقدير لهذا الافق المتفتح البصير مع تجديد الطلب لالتفات الوزارة للنشاط اللاصفي في ضرورة دعم وتشجيع وتحريض اهل الخير من المال والفكر، لتبني انشاء ناد علمي يحتضن كافة الادوات والوسائل بها يمارس أبناؤنا قدراتهم العلمية والفكرية ليكون الجسر الرابط بين المنهج والواقع.
الشكر له والدعوة المفتوحة لزيارة الاحساء، فالابواب لمقدمه مشرعة والقلوب للقائه متوثبة. د. أحمد محمد اللويمي
أستاذ مشارك بجامعة الملك فيصل