تعجبت جداً من مواقف مرت على ذاكرتي مع أناس فقدوا الإنسانية وبدوا كأنهم وحوش غابة لا يحكمها إلا القوى الشرس الذي لا يملك إلا السلطة وإخضاع من حوله لرغباته أصبح الكل منهم يرى الآخر بعين الغرور والتكبر، يتباهون بما لديهم وكأنهم يعرضون أنفسهم على خشبة مسرح قديم، فاقدين لروح الفكاهة فيما يقدمون .
فقد مررت بعدة محطات في مجتمعنا عشتها وتأثرت بها زرعت في نفسي الفرح والشجن بوجود شرائح من أناس مازالوا بحالة تطمئن بأن الدنيا بخير، طهارة نفوسهم وقوة إيمانهم تجعلك تتمسك بهم وتستمد منهم الخصال الحميدة هؤلاء يجعلونك تنظر إلى الحياة من زاوية المحبة وحب الخير لمن حولك بعكس شريحة أخرى يصعب عليك التعامل معها أشخاص تفكيرهم محدود لدرجة أنهم يرون عكس الصحيح دائماً وهم الأصح في تعاملهم مع الغير وبلاشك هم الذين يحبون ذاتهم لدرجة تخليهم عن حقوق غيرهم بكل بساطة، ويحضرني الآن موقف كنت طرفاً فيه مع بعض الأشخاص المتفاوتين في مستوى تفكيرهم، رأيتهم ينتقدون بعضهم مع أنهم زملاء في مهنة واحدة وتجمعهم ساعات عمل طويلة كفيلة بأن تقرب نفوسهم أكثر ويصبحوا كعائلة، ولكن العكس كان الأقرب لديهم إذ قدمت لهم نصيحة على الخير لا سيما عندما رأيتهم بحاجة لها، فماذا تتوقعون ردة الفعل منهم ؟!!
بكل قسوة واستهزاء رأوا النصيحة كنكته سددتها لهم يتبادلونها بابتسامات عريضة، وكأنها خبر الموسم، هذا هو المضحك المبكي أن تقدم نصيحة لأناس لا يستحقون ولا يحملون معاني سامية في قلوبهم لأنهم لا يدركون معنى النصيحة كما قيل (خير تعمل شر تلقى) وقد أصبحت النصيحة في زمننا هذا تقدر بالملايين وتعرض كأنها قطعة ثمنية بمزاد علني يقبل عليه من يهتم لأمرها فقط الذين يقدرونها ويعملون بها هم الأحق بان تقدمها لهم على طبق من فضة فكم أحسست باليأس والحزن على هذه النفوس الضعيفة التي تتخلى عن مبادىء وقيم يفتقدها كثير منا . فلا أعلم كيف بنوا حياتهم وعلى ماذا ؟؟؟
لا أدري ما أفعله الآن هل أتخلى عن مبدأ تقديم النصيحة أم اتحلى بالصبر لعلي استطيع تغيير ولو جزء بسيط مما في نفوسهم ؟
أم أطبق مقوله (الباب الذي تاتيك منه الريح سده واسترح ) .