كلنا تأثرنا بما حدث في الرياض في الحادي عشر من ربيع الأول الماضي ومبلغ تأثرنا هو هذه الأرواح البريئة لتي تسفك بدون سبب, أطفال ونساء ورجال ذهبوا ضحايا مآسي إنسانية يجسدها أب يبحث عن ابنه ثلاثين ساعة في احدى المجمعات يجده جثة هامدة ورضيع يجدونه في احدى برك السباحة مطمورا. جثث ما زالت مجهولة الهوية.. لمصلحة من هذا العنف والى أين سيؤدي فدوامه العنف لن تتوقف هذا اذا كان الفكر الذي يسيطر منحرفا عن الصواب مستخدما النار بدلا من الحوار. وهنا تكون الكارثة فمن ذا الذي منع الحوار وممن لديه نقاط ملاحظات للمناقشة فليقدمها ويناقشها فقنوات الاتصال مفتوحة ومتعددة فمن مجلس المنطقة الى مجلس الشورى الى ديوان المظالم الى هيئة كبار العلماء ومفتي السعودية والوزراء والمسؤولين فهل الارهاب هو الحل؟ لقد ذهبت ضحايا مدنيون مسلمون وكذلك مدنيون غير مسلمين, وماذا نتوقع من رد فعل دول الضحايا هل سيقابلون من قتلهم او الدول التي ينتمون اليها بالورد والأحضان وما هو أخطر حاليا هو هذا التوجه الخارجي لمحاربة الإسلام والمسلمين ولو بحثنا عن أعداد المسلمين في دول مثل أمريكا, بريطانيا او فرنسا فستجدهم بالملايين ومن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تولدت مشاعر الغضب والكراهية ضد كل ما هو عربي او مسلم بالذات في هذه الدول ومن بعض مواطنيها الذين لم يتفهموا ان الإرهاب لا وطن له ولا دين وان بعض الدول مستهدفة إلا أن المستغلين لهذه الأحداث وعلى رأسهم الصهيونية العالمية وجدوها أرضا خصبة تمكنهم من زرع الفتن والمواقف ضد المسلمين وقد تصعبت اجراءات أخذ تأشيرات لزيارة هذه الدول نحن لا نقول للسياحة فهي ليست أكبر همنا وقد يكون في ذلك مصلحة لانفاق أموال العرب والمسلمين في دول المسلمين. فحاليا نجد صعوبة في ايجاد مقاعد شاغرة للسفر الى دول السياحة العربية المعروفة وكذلك للدراسة فبعض التخصصات غير المتوافرة لدينا يقصدها بعض الطلبة في عدم توافر قبول لها في جامعاتنا لعدة أسباب, أما ما يهمنا هنا هم المرضى الذين لا يتوافر لهم علاج وذلك للأمراض المستعصية في المستشفيات المتخصصة فان مجرد التفكير في الحصول على تأشيرات من بعض هذه الدول والمتقدمة في مجال الطب يعتبر هاجسا وبعد التهديدات الأخيرة التي نسبت للقاعدة حسب الادعاءت وذلك بضرب سفارات ومصالح تجارية لبعض الدول ومنها النرويج والتي نفت أي مشاركة سابقة لها ضد القاعدة وأفغانستان في رد فعل بسيط من رجل الشارع العادي رفض صاحب احدى الشركات في النرويج توريد مواد البناء للزبائن المسلمين لغضبة من التهديدات الأخيرة وقد قرر هو وكل العاملين في الشركة مقاطعة الزبائن المسلمين. اذا الكراهية ضد المسلمين في ازدياد حيث لحقتها انفجارات المغرب ذهب ضحيتها مسلمون واجانب مدنيون من دول مختلفة وحتى تتحدد هوية ومصالح وأهداف من قاموا بالتفجيرات تظل دئرة العنف مستمرة. وقد استنكر وندد علماء المسلمين هذه التفجيرات في وسائل الإعلام المختلفة وجاء خطاب خادم الحرمين الشريفين في افتتاح جلسة وأعمال مجلس الشورى وثيقة اصلاح وقد وجه ولي العهد بتحويل خطاب خادم الحرمين الشريفين الى برنامج عمل للحكومة وشكلت لجان لمتابعة تنفيذ هذه الاصلاحات والنقاط التي وردت في الخطاب وقد اعطى دورا أكبر للمشاركة الشعبية ودور للمرأة وفتح مجالات جديدة وفرص عمل لها بما يتناسب مع شريعتنا الغراء وأيضا شكلت أوامر بتشكيل لجنتين لحقوق الانسان حكومية والأخرى خاصة وقد اعلن عن انشائها صاحب السمو الملكي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.. اذا الاصلاحات والتطوير وضع لها الأسس السليمة لكي تنطلق منها ولكن ذلك لا يتوافق مع من يطالب بإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرجال الهيئة هم احباؤنا ونكن لهم كل التقدير والاحترام واذا حصلت بعض التجاوزات او الأخطاء من بعضهم فلهذا لا يشمل الجميع ولا نعمم واذا تابعنا نتائج اعمالهم نجد فيها الخير الكثير فالقبض على أوكار الرذيلة ومصانع خمور ومنع مضايقات النساء في الأسواق وحوادث أخرى تصب في مصلحة المواطن هي من بعض أعمالهم الخيرة, وقد أكد فضيلة الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ابراهيم بن عبدالله الغيث في حديث أجرته معه جريدة عكاظ يوم الثلاثاء 19 من ربيع الاول 1424هـ العدد 13415 أي بعد أسبوع من التفجيرت ان الهيئة تحظى بالدعم منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ والى يومنا هذا وان الهيئة تسعى باستمرار الى التطوير وهي سائرة في هذا الطريق بخطى ثابتة وأهم عنصر في ذلك هو اختيار العنصر البشري المثقف الراسخ في إيمانه وعقيدته ثم ولائه لدولته. مشيرا الى حرص الهيئة منذ سنوات على اختيار الجامعيين الملتزمين المزودين بالعلوم الشرعية. والمحصلة النهائية وما يهمنا هو أمن الوطن والمواطن والمقيم وان يكون الاحترام متبادلا من الجميع وان أي خلاف كبر او صغر فله مرجعية شرعية وقانونية تخدم الجميع وسوف نحظى باذن الله بمجتمع ووطن آمن كما نتطلع دائما. زكي اسماعيل قبوري عقيد بحري ركن متقاعد
ماجستير علوم عسكرية