يبدو أن صورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي لقي مصرعه برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي قبل نحو عامين بينما كان في أحضان والده تأبى ألا أن تظهر من جديد ولكن هذه المرة في أحد شوارع العاصمة العراقية بغداد. فبينما كان فوزي عبد الرحمن يحمل ابنه أحمد البالغ من العمر ثلاثة أعوام على كتفه متوجها إلى منزله في مدينة الثورة ببغداد طلب أحمد من والده بعض الحلوى فاشتراها له وحمله وسار يستمع إلى حديث الطفل وفجأة انطلق الرصاص من مصدر مجهول فهرول الأب ليبتعد بابنه عن مرمى النيران .وكم كانت لوعة الأب كبيرة عندما أحس بشيئ لزج دافئ على رقبته فالتفت ليجد طفله وقد أصابته إحدى الرصاصات الطائشة وأردته قتيلا في الحال.
وتشهد العاصمة العراقية حوادث إطلاق نار عشوائية يروح ضحيتها عشرات الأشخاص وذلك نتيجة استمرار حالة الانفلات الأمني منذ سقوط النظام السابق في التاسع من أبريل الماضي وانتشار إدمان المخدرات.