أخبار متعلقة
(1)
تشهد الساحة التشكيلية المحلية بروز مواهب كثيرة من الجنسين تكشف عنهم المعارض الجماعية التي تنظمها المؤسسات الثقافية أو الجهات الخاصة او بواسطة الفنان.
مواهب عديدة تسقط في الطريق إما قسرا بسبب ضغوط ما وإما طوعا حين لا تعضد الإرادة الموهبة وفي النهاية تحظى الساحة بقلة من المواهب قياسا بكم المؤدين والهامشيين.
دفعنا الى هذه المقدمة ما لمسناه وتابعناه على الساحة وربما الخوف على الموهبتين اللتين شاهدنا معرضهما المشترك مؤخرا بقاعة اتيلية ـ فن الذي تشرف عليه التشكيلية حمدية السنان ويأتي مواكبا لمعرض جماعي لمتدربات مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف والذي جمع أكثر من موهبة (سنتناول أعمالها فيما بعد).
(2)
ببساطة شديدة ودون مصطلحات واستخدام قسري للكلمات نستطيع القول اننا ازاء موهبتين تؤكدان عبر معرضهما الأول موهبتهما التي تسجدت عبر ممارستيهما العمل التشكيلي بمرسم (السنان) ووفق توجيهاتها تجربتان منفصلتان شكلا لكنهما تلتقيان في نقاط كثيرة.
فصبا الصايغ التي اتجهت الى (البورترية) وهو فن لا يبدو سهلا ويبتعد عنه الكثير من محترفي الفن إما لصعوبته وإما لاعتباره أدنى درجات فى سلم التشكيل المتعدد الدرجات , وإن مارسه كبار فناني العالم من بيكاسو الى جورج بهجوري.
صبا بدأت بالنقل ثم سرعان ما اكتسبت مهارة اعادة صياغة الوجوه التي تتناولها وفق معطياتها النفسية والجمالية لتبتعد عن السكونية والجمود(الفوتغرافي) وتحاول أن تسبغ على وجوهها تعابير متنوعة وايقاعا نابضا وتكشف وفق قدراتها عما يعتري هذه الوجوه من صراع او هدوء أو رضا أو غضب متلمسة عبر فطريتها وموهبتها واحساسها العلاقة بين الضوء الظل والكتلة والفضاء مستخدمة خامات بسيطة وفضاءات مناسبة تمنحنا في النهاية اعمالا جمالية تؤكد إننا ازاء موهبة تضع اقدامها على طريق التشكيل بقوة ويأتي سؤالنا او تخوفنا حول استمرارية هذه الموهبة التي يمكن ان تمنح للساحة فنانة بورترية جيدة مشروعا الى أن يثبت العكس وهذا ما نتمناه.
(3)
من صبا الى زهرة الضامن وهي موهبة تستخدم فطريتها بدرجة تفوق ثقافتها التشكيلية التي ما فتئـت تتـكون عبر الاحتكاك والممارسة ومحاولات الصمود امام تيارات الالغاء والتهميش فهي تقدم لنا اعمالها التي تستخدم فيها الى حد (الـكولاج) وخامات بسيطـة من الـبيئة ( الخـيش ـ الورق) والوانا لا استطيع أن ادعي انها مختارة بعناية فنانة محترفة قدر ما هي مختارة بفطرية لا تخطئ جماليات اللون والعلاقة بين الكتل والخطوط.
وفق مكتسباتها ومخزونها الجمالي الفنون الشعبية (السدو) وخلافه لتقيم علاقات جمالية ومؤثرات لونية تمنح احساسا فطريا بالملامس والسطوح والإيقاع عبر تجريد لافت.
وتأخذنا أعمال زهرة التي تكشف ايضا عن امكانية انطلاقها الى نفس السؤال عن الاستمرار والارادة.
اننا لم نتوقف طويلا امام اعمال صبا وزهرة فمازال هناك وقت ومساحة للحديث عن تجربتيهما فيما يأتي من معارض .. لكننا أثرنا هنا التعبير عن مخاوفنا تجاه هذه المواهب التي يمكن أن تثري الساحة خصوصا أنها توظف فطريتها بتلقائية وهذا ما نفتقده. فهل تكون هذه السطور حافز لهما وللعديد من المواهب لنرى تشكل جيل جديد ربما يرى التشكيل برؤية مغايرة تمنحه المحلية والتلقائية الى جانب الحرفة والوعي الجمالي هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.
من أعمال زهرة الضامن