DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

د. خالد العواد

المدرسة التي تحدثت عنها حلمنا جميعا

د. خالد العواد
د. خالد العواد
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير كان لزيارة سعادة الدكتور خالد العواد وكيل وزارة التربية والتعليم ورفاقه الكرام للاحساء عامة ولمنتدى شيخنا الكريم الشيخ احمد بن علي آل مبارك (الأحدية) خاصة الأثر الكبير في نفوس رواد الأحدية, وان جاءت هذه الأمسية الرائعة خاتمة للأمسيات إلا ان ختامها كان مسكا وفلا وريحانا. لقد استطاع والدنا الكبير الشيخ أحمد في كلمة قصيرة موجزة ان يعبر وبلسان الجميع عن سعادتنا وفرحتنا وإعجابنا بهذا الضيف الطموح، كما أبدى الشيخ اعجابه بالزائر ببيت من الشعر فاضت به ذاكرته اذ أنشد: ==1= كانت مساءلة الركبان تخبرنا==0== ==0==عن جابر بن رباح اطيب الخبر حتى التقينا فلا والله ماسمعت==0== ==0==أذنى بأحسن مما قد رأى بصري==2== فأنا ـ أيضا ـ أبدي اعجابي بشخصه الكريم في بيتين من الشعر وأقول مستشهدا: ==1== لقد سمعنا بأوصاف لكم كملت==0== ==0==فسرنا ما سمعناه وأحيانا من قبل رؤيتكم نلنا محبتكم==0== ==0==والأذن تعشق قبل العين أحيانا==2== لقد كنت أكثر الحاضرين اعجابا به حتى ان ذهني لم يتلفت يمنة ويسرة بل كان مشدودا ومشدوها لحسن طرحه وسلاسة افكاره وسهولة أسلوبه وعذوبة ألفاظه, ورحابة صدره الذي اتسع لكل المداخلين والمحاورين. ومما زادني به فخرا مصارحته عن واقع التعليم في مملكتنا الغالية والغيرة على معقل العلم والمعرفة ـ أعني بهم المدرسة والمناهج والمعلمين ـ التي صوبت نحوها السهام خاصة بعد أحداث الرياض المؤلمة.. وتحدث عن الأمل والمشروع الكبير الجديد الذي ستقفز به الوزارة قفزات كبيرة وعلى مستوى عال يواكب التقدم والتحضر الذي نعيشه. وكان جل حديثه ممتعا وكل ما تطرق اليه مثير للوقفات والتعليقات, إلا ان لي مع حديثه عن المدرسة التي نريد عنها وقفة ارجو ان يتسع صدره للحوار حولها وسماع صوتي كما عودنا دائما على سماع الرأي والرأي الآخر. سعادة الوكيل ألا ترى معي ان المدرسة التي كانت بالأمس منبع العلم والمعرفة, والمعلم الذي كان ـ أيضا ـ المصدر الأوحد للطالب للتعلم والبحث عن المعرفة الى جوار الكتاب كانت له هيبته وتقديره واحترامه حتى عند العامة من الناس, اما اليوم فاننا نعيش واقعا مؤلما وصراعا حقيقيا, فقد خرج من ينافس المدرسة على هذه الزعامة والمكانة فلم تعد المدرسة هي المنبع الوحيد للعلم والمعرفة, بل هي رافد من عدة روافد تشكل فكر الطالب وعقله ومعرفته, ولم يعد المعلم هو الأوحد في مصادر العلم بل هو واحد من عدة مصادر.. لذا ضعفت هيبته وتراجعت مكانته, وللأسف فان الذي ينافس المدرسة والمعلم على تقديم العلوم والمعارف قد يكون ـ في نظر الطالب ـ اشهى وامتع وأفضل, فالشاشة الفضية بقنواتها الفضائية, والأقراص الليزرية والبرامج التلفزيونية والفيديوية, والمواقع على الشبكة العنكبوتية, ومعاهد التكنولوجيا ومراكز البحث التي غزت وغذت فكر الطالب بكل أنواع العلوم الضار منها والنافع (وما أكثر الضار!) ربما كان تقديم المعلومة للطالب من قبل هذه على طبق من ذهب وفي جو أهدأ دون رقيب او حسيب او متابعة, وفي ظل قيادة أسرية فاشلة مبعثرة فالأب اليوم كثيرة أشغاله.. والأم ضجرة لا تستطيع السيطرة على أبنائها وبناتها.. والطالب أيضا ـ إلا ما ندر ـ ينظر الى المدرسة على انها (ملل, سأم, روتين, سخط, أفعل, استمع, حل, احفظ, انصت, لماذا واين ومتى.. إلخ) فلم تعد تهمه المدرسة وعلومها. نعم فقد اجتاحت المدرسة قنوات ووسائل وسبل لمعرفة أكثر رحابة وحرية من المدرسة المثقلة بالأغلال والحواجز. لذا كان من الأفضل ان تسعى الوزارة بكل طاقاتها وكوادرها الحية لتطوير المدرسة وطرائقها ومناهجها التي تقدم المعلومة مواكبة هذا الزحف المعلوماتي الهائل وفقا التكنولوجيا الخطيرة التي تجتاح بلادنا وعقول أبنائنا, لا ان تراوح مكانها في قرارات روتينية مملة, ومتابعات مرهقة, وهدر للطاقات والإمكانيات, فأين المدرسة والمعلم؟ (أعني المربي كما أشرت) على شاشات التلفزة يناقش ويحاورو يطرح بجدية وقوة؟ أين القناة الخاصة بالوزارة التي تقدم المعلومة في صور جديدة وبرامج حيوية؟ أين التعليم والحوار عن بعد؟ أين المواقع التربوية والتعليمية على الشكبة العنكبوتية؟ أين المجلات التربوية الميسرة التي يجب ان توزع مجانا للمعلم والطالب؟ أين الكتاب بمعلوماته الساخرة المربية؟ أين أين أين؟ ان حديثكم ـ يادكتور خالد ـ الرائد الرائع عن المدرسة التي نريد يعد سابقة تسجل لكم بكل فخر, وأرجو ألا توأد الفكرة في مهدها كسابقاتها, بل أتمنى ان ترى النور قريبا وسريعا, وان نسمع عن المدرسة التي نريد غدا.. فأنا وزملاء آخرون نعقد عليك آمالا عريضة وطموحات كبيرة.. فأنت منتهى حلمي الذي أريد لتعليمنا. فالمدرسة وان تراجعت ـ ولا أقول خسرت كما يقول البعض ـ مكانتها العلمية في ظل أنماط جديدة من سبل العلم والمعرفة, فانها باقية ـ ولله الحمد ـ على صدارتها الفكرية والسلوكية التي نحن في أمس الحاجة إليها هذه الأيام. انني أدعو الى ان نجعل من المدرسة المكان الرائد للتربية والحصن الحصين للفكر الإسلامي السمح, والنبع الصافي للأخلاق وتهذيب السلوك, اننا بحاجة ماسة لعلاج الكثير من الانحرافات السلوكية التي أفسدتها تيارات منحرفة دخيلة.. ولو سعينا لتهيئة المدرسة لهذه المهمة الى جانب ما تقدمه من علوم ومعارف, واحتضان المواهب التي تواكب التطور العلمي والمعرفي لكفى, الى جانب تكاتف وتكامل العملية التربوية في البيت والمسجد والشارع. كما أود اعادة صياغة تأهيل المعلم ووضع برامج وخطط تنسيقية بين وزارة التربية والتعليم من جهة ووزارة التعليم العالي التي تمهد لتخريج معلمين من جهة أخرى, وكليات اعداد المعلمين من جهة ثالثة, حتى لا نلجأ مرة أخرى للبحث عن المربي الكفء لتعليم فلذات أكبادنا. أخيرا: أسجل شكري وتقديري لسعادة الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير التعليم بمحافظة الأحساء على حسن وفادته وكرم ضيافته للوفد التربوي, وعلى دعوته الجميع لزيارة أحدية الشيخ أحمد بن علي آل مبارك الثقافية والتربوية والفكرية.. وتحية لكافة الموظفين في إدارتنا التعليمية التربوية. خالد بن قاسم الجريان ـ الاحساء