DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عبدالله الطويرقي

د. عبدالله الطويرقي

د. عبدالله الطويرقي
أخبار متعلقة
 
أي مخلوق عاقل في عالمنا اليوم يدرك أن الحقبة الراهنة أمريكية، ولا مجال على الإطلاق بحسابات الواقع الدولي ومنظومة القوى الفاعلة فيه الدخول في أي شكل من أشكال المناطحة مع قوة عظمى تنفرد بقوى المال والإنتاج والأسواق والشركات والعلامات التجارية المخيفة في معظم أركان الدنيا وتتحكم في الصناعة المعلوماتية والبنى التحتية والفوقية لتكنولوجيا الاتصالات وبنوك المعلومات، ناهيك عن القدرة على إدارة حروب كبرى خارج تخومها الجغرافية بما تتيحه لها تقانة عسكرية فائقة لم يعرفها العالم من قبل.. واشنطن اليوم لا تتردد في التطاول من على حقوق دستورية لمواطنيها بالتجسس على مكاتبهم وبريدهم وحواسيبهم بل واعتقال أي مواطن تشتبه فيه أجهزة الأمن القومي ودونما توجيه تهمة ولمدة مفتوحة وتحت مظلة الأدلة السرية للحكومة.. بل ومنذ الحملة على الإرهاب في أفغانستان مروراً بحرب العراق أصبحت واشنطن مهووسة أكثر بفرض أجندتها الأمنية حتى على الحلفاء الأوروبيين الذين اختلفوا مع واشنطن في مشروعية إزاحة نظام البعث من العراق.. ففي قمة السبع الكبار + روسيا في أفيان كانت قوائم الطلبات الأمنية الأمريكية لا حدود لها حيث طالبت شركاءها الأوروبيين بتبني نهج مصادرة الحقوق للمواطنين في دولهم وبالأخص المسلمين والعربان وانتهاك خصوصياتهم في مكاتبهم ومراسلاتهم العادية والإلكترونية دونما اعتبار للدستور والمواطنة فيها تحت مسوغات الحرب على الإرهاب، والتي اكتشف العالم بعد حرب العراق نكتة أسلحة الدمار الشامل التي لا وجود لها في نظام كرتوني إنهار في ثلاثة أسابيع بعد أن صور للعالم كأكبر تهديد لمصالح أميركا وللحضارة الغربية.. صحيح أن مقلب أسلحة الدمار الشامل يتفاعل في بريطانيا مع التحقيقات حول تزييف رئيس الوزراء بلير الحقائق من أجل الدخول مع واشنطن في حرب غير مشروعة.. ونفس الشيء يقال في ردهات الكونغرس الأميركي الذي يطالب أعضاء فيه بالكشف عن دور السي أي أيه والبتناغون في النقطية على حقيقة الوضع في العراق.. وبكل بساطة معارضوا الحرب الكبار فرنسا وألمانيا وروسيا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في دهاليز مجلس الأمن وكسبوا الرأي العام مؤقتاً وبعد بدء عمليات الحرب التزم الجميع الصمت وطالبوا بإنهاء المسألة بأسرع ما يمكن.. وانتهت الأمور إلى قرار أممي جديد يفوض أميركا بأثر رجعي لعمل ما تراه مناسباً في العراق.. هكذا وببساطة.. أنه زمن الأميركيين ويبدو أنهم يجنون ثمار عقلية المغامرات وطفرة التفرد بالقوة.. على ما يبدو أن الجميع ينحني أمام عاصفة العم سام في هذه الحقبة إلا أولئك الذين فرضوا على شعوبهم وأمتهم معركة غير متكافئة في كل شيء وفي زمن هو لغيرهم في كل شيء.