بعد ان قامت الولايات المتحدة الامريكية باحتلال العراق واعلنت ان العراق بلد تحت الاحتلال فيعني هذا كشف قناع التحرير وقناع اسلحة الدمار الشامل. وبالتالي فان واشنطن لا تملك الخبرة الاستعمارية وكيفية التعامل مع الشعوب المحتلة وهذا بات واضحا جليا في تصرف جنود الاحتلال الامريكي مع افراد الشعب العراقي من ضرب وتفتيش صارم بلا مبرر لم تسلم منه حتى النساء وهذا ما لا تفهمه واشنطن عن الطبيعة الاجتماعية وحساسيتها في المجتمعات العربية المحافظة. وفعلا فقد بدأت واشنطن تدفع الثمن بدليل ما نراه ونسمع عنه من اعمال المقاومة العراقية الوطنية التي بدأت فعلا على الارض واصبحت واقعا، وسقوط قتلى وجرحى من جانب الجنود الامريكيين. ولو ان هذه المقاومة العراقية هي البداية التي لا تلبث واشنطن ان تقلل من شأنها الا ان الواقع يقول ان هذه المقاومة اخذة في التزايد والصراحة بقدر ما انها آخذة في التنظيم.
ان الوضع الامريكي في المنطقة سيواجه صعوبة كبيرة اذا ما كان هناك تنسيق سوري ايراني لبناني فلسطيني (معارض) وتنسيق مع المقاومة العراقية ومن هنا يبدو ان واشنطن مدركة لما قد سيحدث او يتبلور اذا هي بالغت في التهديد ضد ايران. لكن من المستحيل بمكان ان تنفذ واشنطن اي عمل عسكري في الوقت الحالي امابعد استقرار الاوضاع في العراق وفلسطين فان ايران حتما ستواجه مشاكل لا حصر لها مع واشنطن قد تؤدي الى مثل ما جرى في العراق.