الأزمات السياسية لا تنتهي.. كل يوم أزمة وكل سنة حرب جديدة، وهكذا دواليك إلى يوم يبعثون.. لكن الأهم ألا تصرفنا هذه الشئون السياسية عن التنمية والاستثمار والاهتمام بالشأن الاقتصادي في البلاد.. ويبدو أن رجال الأعمال والمستثمرين في المملكة صاروا يدركون هذه الحقيقة ويتعايشون معها، فلا الحروب تجعلهم وجلين ولا الأزمات توقف نشاطهم الاستثماري، وخصوصاً أولئك المستثمرين البحرينيين الذين ربطوا مصيرهم بمصير هذه البلاد، وصاروا يتعايشون مع التطورات السياسية تماماً مثلما يتعايشون مع التطورات الاقتصادية بكل ايجابية وحماس وطني كبير.
وبالأمس اطلعت على خبر اقتصادي جيد يدفع باتجاه تشجيع الاستثمارات داخل المملكة، حيث قررت مجموعةطرح مشروع لتمليك الشقق السكنية في إحدى المناطق الرئيسية بالبحرين (الجفير) للمستثمرين الخليجيين والأجانب.. وهذا المشروع هو الأول من نوعه في القطاع الخاص، ففي السابق قامت وزارة الإسكان مع بنك الإسكان بطرح فكرة تمليك الشقق للمواطنين البحرينيين، ونجحت الفكرة، وكثير من المواطنين أقبلوا عليها، لأنهم يفضلون امتلاك السكن الذي يستخدمونه على المدى البعيد.
والآن تبدأ مجموعة استثمارية تنفيذ هذا المشروع في القطاع الخاص، وهي فكرة إيجابية وتشجع على الاستثمار العقاري بين الأشقاء الخليجيين.. لماذا؟ لأن الإنسان الخليجي، سواء أكان من الشقيقة السعودية أو الإمارات أو الكويت أو قطر أو عمان حين يزور البحرين باستمرار يفكر في المستقبل، وفي مدى إمكان توفير سكن دائم يملكه مع عائلته، ولذلك فهو حين يقسّط
سعر الشقة التي سوف يملكها في المستقبل على شهور أو سنوات،
من خلال عقد مع هذه الشركة، فإنه يشعر بأمان أكثر، وهذا يدفعه لكي يزور البحرين باستمرار هو وعائلته، وهذا يعني بشكل غير مباشر أن يساهم في إنعاش الاقتصاد من خلال الاستهلاك والمشتريات من السوق المحلي البحريني.
هذا على صعيد الإخوة الخليجيين، أما على صعيد تأثير هذا المشروع الاستثماري على السوق العقاري في البحرين، فهو تأثير ايجابي، وعامل منشط للتوسع العمراني.. ذلك لأن تمليك الشقق سوف يشجع مستثمرين آخرين على أن يتوسعوا عمرانيا، فيتضاعف عدد العمارات والشقق،
بل وسوف تكون بأسعار تنافسية جيدة لصالح المقيمين والمواطنين. إذن فكرة تمليك الشقق كمشروع استثماري فكرة ايجابية على المدى البعيد، وهذا يعني المزيد من التشجيع على النشاط الاقتصادي.. إنها فكرة تنفيذية لقانون موجود منذ فترة طويلة لكنه لم ينفذ على أرض الواقع.. وقد آن الأوان لأن ندفع عجلة التنمية إلى الأمام.. لأنها تعبر عن الروح الوطنية في الاستثمار.
