أخبار متعلقة
يعرض باتيليه القاهرة العمل السابع للدكتور سعيد ابو رية الاستاذ المساعد بكلية التربية الفنية جامعة حلوان.
المعرض يحمل اسم وطني وصبايا واحلامي وهو تعبير عن هموم وشجون فنان يحيا في زمن مضطرب تحولت فيه الافكار.. ويستعيد فيه ذكريات الصبا واغنيات الوطن الناهض.. يتامل الفنان سعيد ابو رية في معرضه تكوينات البراءة واحلام الشباب المحبطة وغربة الوطن.. ويتشكك في كل الافكار.. ويتحسس الطريق ويبدو المكان بطلا رئيسيا في اعمال ابو رية.. بالرغم من كونه مسرحا تدور بداخله احداث ومواقف.. تتجاوز حدود المكان والزمان الى عوالم سريالية تكشف معان سياسية ورموزا فلسفية.. لكن المكان بما فيه من اشخاص واحداث وجمادات يطل علينا ببناء جمالي متشابك مليء بالحيوية والخداع من خلال ابعاده الثلاثة وتكوينه المحكم والوانه المتوهجة وتحليله المتميز للاشكال والشخصيات.. مما يعطيه قيمة جمالية في حد ذاته تسبق ما يحتويه من ايحاءات ورموز.. ويحرص ابو رية على ان يذكرنا بان ما نراه شيئا منفصلا عنا وعلينا ان نتعامل معه بعقولنا اليقظة لمناقشة ما يدور فيه وليس للانغماس في احداثه, والاندماج العاطفي مع ابطاله من ثم فهو حريص على ان يعطينا بعض المفاتيح التي ندخل بها الى اعماق هذا العالم الكابوسي.
ونحن نستشعر بقوة جو المسرح في هذه اللوحات حيث يؤكد الفنان المنظور ذا الابعاد الثلاثة والقواطع التي تحدد مناطق الحركة فوق مستويات متدرجة للارضية.. والاضاءة القوية المنتشرة وكأن الفنان يسعى الى تأكيد الايهام بالواقع والى نفيه في الوقت ذاته.
انه يدعونا.. بعد رفع الستار او الجدار الرابع ـ إلى الاندماج فيما يجري وكأننا طرف فيه او ان الدور القادم علينا حتى لو كان القضاة يعطوننا ظهورهم لكنه في الوقت ذاته يدعونا الى فرجة مسرحة ساخرة تستدعي التامل والتدبر.
يستخدم الفنان في اعماله الخطوط الصريحة المحددة للاشكال والالوان الصارخة المتقابلة والمبالغة في نسب الاشخاص والاشكال الى حد البدائية او الكاريكاتير والاضاءة المبهرة او الملونة وهي تتماوج على خشبة المسرح.
سعد ابو رية