انتهى يوم الخميس قبل الماضي عرس جامعة الملك فيصل "الأوحد" في تخريج كوكبة جديدة من الطالبات بلغ عددهن اكثر من 2900 خريجة في مختلف التخصصات, وبحضور حشد كبير غير مسبوق في تاريخ الجامعة تقدمته راعية الحفل حرم سمو امير المنطقة الشرقية صاحبة السمو الملكي الاميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز, وشمل الامهات والاخوات والعمات والخالات بل ربما الجدات.. يا لها من فرحة تكحلت بها اعين الجميع وازدانت بها نفوس طالبات الامس خريجات اليوم وهن يمشين الهوينى في المسيرة الاكاديمية مرفوعات الرأس, ولابأس بمكابرة بريئة ليقلن للجميع هذا نتاج الصبر العطر بعد توفيق الله سبحانه وتعالى لكل من ربى وتابع ورعى, لكل من سهر وبات يدعو ليل نهار في سبيل فرجة من فرج الدنيا, لكل من انكر ذاته في سبيل تعليم بناته, لكل من جعل جل وقته سببا في ازالة هموم الغير, لكل من كان سببا في ازاحة الجهل والظلمات في زمن اختلطت فيه المفاهيم, لكل من اوكل امانة التدريس والاشراف فاحسن التدبير وازدانه بالعلم والخلق القويم, فشكرا للجميع.
ستبقى هذه المناسبة ذكرى عطرة في نفوس جميع من حضرها, لكن تظل المفارقة العجيبة وهي تناسي الجهود الكبيرة التي بذلت في اعدادها, لذا وجب ايصال الشكر لاهله تأسيا بقول المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم: من لم يشكر الناس لم يشكر الله, رواه احمد في مسنده. فالشكر موصول الى كل من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية رائد التفوق العلمي الذي لبى رغبة الجامعة في الاحتفاء بطالباتها الخريجات ووافق على رعاية صاحبة السمو الملكي الاميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز آل سعود هذه التظاهرة الاكاديمية الهامة, والشكر موصول ايضا الى راعية الحفل التي تعود الجميع على حرصها الشديد وتواجدها بين بناتها الخريجات.. الشكر لجامعة الملك فيصل على تفضلها باقامة حفل التخرج الرابع والعشرين لخريجاتها واضعة جل اهتمامها ادخال البهجة في قلوب من يستحقونها فعليا او اؤلئك المحتفى بهن وذويهن, والشكر الجزيل لمن تعاون مع جامعة الفيصل في تنظيم هذه المناسبة من الجهات الامنية او الخدمية او المساهمة, شكرا لـ(يومنا) التي تابعت الحدث بشكل شبه يومي وتوجته بالتغطية الخاصة في عدد الخميس, شكرا لمن بقي لساعات متأخرة جدا من صباح الجمعة بغية تلبية الواجب سواء في تنظيم الدخول او الخروج من والى موقع الحفل, شكرا لمن كان عينا ساهرة كي يصل جميع من شارك في هذه الفرحة سالما الى بيته, والشكر بعدد حروف اسماء من احتفى بهن اضعافا لكل من بذل جهدا لجعل هذه المناسبة واقعا بعد توفيق الله ورعايته كي تظل هذه المناسبة ذكرى عطرة وحديث المجتمع.. شكرا لكل من وضع فكرة او خط خطا في سبيل ترجمتها الى ارض الواقع, شكرا لمن سهر الليالي بعيدا عن اهله وفلذات اكباده (وهم في أمس الحاجة اليه) في سبيل انجاز شيء ولو يسيرا لكنه عظيم في عيون من كان حوله, شكرا لكل من انكر ذاته حقيقة وعملا كي تسير دفة الامور الى الهدف المرجو في اتمام ذلك العرس الكبير, شكرا لمن كظم غيظه وتسامح في سبيل ان تكتمل الفرحة في عيون المحتفى بهن.. روي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال: "والذي وسع سمعه الاصوات, ما من احد اودع قلبا سرورا الا خلق الله من ذلك السرور لطفا, فاذا نزلت به نائبة جرى اليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الابل"..
اللهم حنن قلوبنا القاسية وسيرها في نفع العباد ولو بادخال بارقة أمل في نفوسهم, او ببهجة سرور في قلوبهم.