عزيزي رئيس التحرير
الف السياسي العراقي البارز السيد محمد الحبوبي كتابا سماه (اشخاص كما عرفتهم) وجاء في الحلقة الرابعة المنشورة في مجلة الشراع ما يلي: (الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، شخصيته من الصعوبة سبر غورها.. ويكاد التوصيف الصادر عن المرحوم عبدالرزاق الحمود ان يكون صحيحا فقد لازمه مدة طويلة وعرف سجاياه. فلا تعرف من قسمات وجهه مكنونات نفسه.. والملك فيصل يجيد الاستماع ويعطي المتكلم انطباعا واقتناعا بان يستمع الى شكواه او مظلمته ويوليها اهتمامه.
وهو قليل الكلام ويتأنى في اختيار عباراته ويميل الى الاختصار.. بسيط في ملبسه يجبرك على احترامه، فله هيبة ووقار وله نظرات ثاقبة، تكاد تخترقك، وتشعر حياله بانك امام رجل صادق، ميال للخير تطمئن اليه حتى لو لم تحصل على بغيتك. كان حكيم المملكة وربانها يعود له الفضل في تدعيم اركان المملكة واعطائها دفعة قوية في طريق التحديث. واضفت حكمته وسلوكه القويم وصدقه واخلاقه وزهده، وترفعه مردودا ايجابيا ودفعة قوية لان تأخذ المملكة مكانها اللائق.
ورغم خلافه مع الرئيس الراحل (جمال عبدالناصر) بخصوص اليمن وغيرها الا ان موقفه كان رائعا وقوميا في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في الخرطوم بعد نكسة حزيران - يونيو فقد تناسى كل الخلافات وارتفع الى مستوى المعركة القومية التي تخوضها الامة العربية امام العدوان الصهيوني.. انك قد تختلف مع الفيصل ولكنك تحترمه.. رحمه الله.
يذكر ان مؤلف الكتاب السيد احمد الحبوبي من الشخصيات السياسية العراقية التي ادت دورا مهما في مرحلة الصمود القومي العربي في الستينيات داخل العراق والمشرق العربي.
وعدا عن توليه مناصب وزارية للعهد العارفي بعد قيام ثورة 8 فبراير 1963م فهو حقوقي عربي بارز، وهو قبل هذا وذاك سليل عائلة كبيرة قاد احد اقطابها الكبار وهو السيد محمد سعيد الحبوبي ثورة العشرين الشهيرة في العراق في مواجهة
مساعد سعدون ابو غازي
