DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ماذا بعد

ماذا بعد

ماذا بعد
أخبار متعلقة
 
@@ الأخت ريم خير البداية السلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. قرأت ما طرحه الدكتور ناصح الرشيد يوم الثلاثاء الموافق 12 ربيع الاول 1424هـ في العدد 10294 مشكلة لفتاة كتبتها صديقتها ريم التي كانت بعنوان .. (ارجوكم ساعدوني كيف اتصرف). ـ قد تكون مشكلة تلك الفتاة من المشاكل التي تعتري كثيرا من الاسر بمختلف طبقاتهم الاجتماعية نظرا لاسلوب التربية الخاطئ المتبع، الذي يسلكه الوالدان مما يؤثر سلبا على نفسية الابناء ويؤدي الى انحرافهم واصابتهم بالامراض التي تولد لديهم العقد والاضطرابات النفسية السلوكية وفقدان الثقة بالنفس والمجتمع الاسري المحيط بهم. ومن تتبعنا المشكلة المطروحة نلحظ في طياتها، المعاناة الانسانية التقليدية التي تحاصر تلك الفتاة مما كان له الاثر في زعزعة علاقتها العاطفية بوالديها واسرتها وافتقادها الامان النفسي الذي يعتبر المصدر الاساسي لقيام اسرة سعيدة مستقرة عاطفيا واجتماعيا. الى جانب افتقادها ثقتها في نفسها وافراطها في واجباتها الدينية الذي خلف ضعف ارادتها وشعورها الدائم بالهزيمة والانكسار والاسباب كثيرة تنحصر في جو الاسرة الذي تعيشه .. والمعاملة التي تتلقاها بأسلوب الرهبة لا الرحمة. ولا نستغرب حينما يكون رد فعل تلك الفتاة بهذه المأساة التي حملتها السطور في طياتها والتي تعبر عن تفريغ شحنات الانفعال العاطفي التي تشعر بها الفتاة والتي تجمع بين التهويل والتأثير اللذين انحصرا في ثنايا المشكلة. ونحن في هذا الصدد لا نلوم الفتاة حينما تندب حظها واجترارها الأحزان التي تعيشها ، وانما نلوم الاسرة والوالدين الذين تخلو عن واجباتهم ومسئولياتهم تجاه ابنائهم واحتياجاتهم النفسية. وجعلا من جو الاسرة نارا موقدة اشعلتها حرب ضروس اجتثت بذور الرحمة من جذورها، وحطمت شراع الحب الذي يحمي من اعاصير الحياة القاسية ، نتج عنها التفريط والضياع الاخلاقي وتفكك العلاقات العاطفية مما أوجد القسوة والجفاء وعدم احترام الذات، ونبذ اصول الحوار الهادف البناء بين الوالدين والابناء، والتقرب اليهم بالمودة وحسن المعاملة، جميع تلك الامور كان لها الاثر في تحطيم الحياة الاسرية ونزع عاطفة التآلف بينهما. ومما لاشك فيه ان الاسرة هي الحاضنة للأبناء تحتويهم بعطاء الحب اللامحدود وبشفافية صادقة في المشاعر تلين لها الافئدة. وتتمثل في القدوة الحسنة والرأي الصائب الذي يحنو على الابناء ويودعهم في محيط الرحمة والحياة السعيدة التي ينشدونها متى ما تم التفاهم والحوار البناء القائم على حسن المعاملة والثقة وهو الطريق السوي الذي يسلكه الابناء بكل امان وثقة وعزيمة تتحدى اعاصير العجز. ومتى ما فقدت تلك المقومات - خربت الاسرة وضاع الابناء وتهدم سور الحب الذي يجمعها. فرفقا ايها الوالدان بأبنائكما امنحاهم عطاء من الحب ورحمة تكسبان محبتهم وبرهم. واليك يا اختي بعض الحلول المقترحة متمنية لك حياة سعيدة مستقرة متفائلة خيرا دائما. استعيني بالله في جميع امورك واصبري فان بعد العسر يسرا والامل شمس مشرقة كلما اقتربنا منها ومن بريقها الساطع. استشعري الهدوء والطمأنينة داخلك واصنعي جوا من الحب داخل محيطك الاسري بقدر استطاعتك. تقربي للوالدين وامنحيهما الثقة كي تقوي علاقتك بهما اكثر ويهدم صرح القسوة ليعم الحب اركانه ويعلو شموخه. اهتمي بدراستك وانزعي الافكار السوداوية من خيالك التي تعطل مسير حياتك وتقدمك. تجنبي الافراط في الاحزان حتى لايترك لديك عقدا نفسية تؤثر على حياتك المستقبلية. اجعلي ثقتك في نفسك اكبر من اكتفائك ببعض من قطرات الدموع، وحولي ضعفك الى قوة داخلية تقاوم الظروف المحيطة التي تنشأ نتيجة للضغوط الاسرية التي تعيشها. تقربي لله اكثر بالدعاء وسائر العبادة وايقني باستجابة دعائك وزوال همك. وعاهدي نفسك بالصبر والعزيمة والارادة التي تجعل من البذرة وردة.. ومن القطرة ينبوع ماء لا ينضب. أختك. فاطمة الخماس