DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خليل الفزيع

خليل الفزيع

خليل الفزيع
خليل الفزيع
أخبار متعلقة
 
لا اجد ما هو أخطر على المجتمع ـ أي مجتمع ـ من السلبية فعندما ينظر أفراد المجتمع الى الأخطار المحدقة بهم بسلبية متناهية, فانما هم بذلك يضاعفون من هذه الأخطار التي تجد في السلبية، بيئة صالحة للنمو, بينما يفترض مواجهتها بحزم والعمل على تجاوزها والقضاء عليها بإصرار, فالمجتمعات لا تنهض بالسلبية ولكن بالعمل الإيجابي الجاد, لردم الهوة التي تفصل المجتمعات النامية عن المجتمعات المتقدمة. وإذا سادت مثل هذه السلبية كل تصرفات أفراد المجتمع تجاه أسرهم وتجاه مجتمعهم وتجاه وطنهم وتجاه دينهم, فان هذه السلبية تصبح قاتلة.. تقضي على هوية الإنسان وتبدد جهوده, وتشوه انتماءه الإنساني, ليصبح مجرد رقم في التعداد السكاني, دون ان يملك القدرة على مواجهة التحديات ومقارعة الخطوب, ليثبت أهليته لأن يكون مواطنا صالحا, وقادرا على اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب. والسلبية لا تجلب الدمار للذات فقط, ولكنها ايضا تجلب الدمار للمجتمع, فالمجتمع الذي يفقتد أفراده للإرادة, وتخدرهم السلبية حيال كثير من الامورهو مجتمع اتكالي غير قادر على تحمل المسؤوليات المنوطة بأفراده, بعد ان سيطرت عليهم السلبية, وحرمتهم من فرص البناء وتحمل المسؤولية، بعد ان جردتهم هذه السلبية من جميع الأسلحة المشروعة وحولتهم الى عقبة في طريق تطور مجتمعهم وازدهاره. ومهما كانت السلبية محدودة في نطاق ضيق, فان اضرارها في المستقبل ستكون مدمرة, وكل الأمور الكبرى بدأت صغيرة, وقديما قيل (ومعظم النار من مستصغر الشرر) وكذلك المواقف الايجابية فان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة, وهكذا الأمر، التفريط في الصغائر يؤدي الى التفريط في عظائم الأمور, والاستهانة بالقليل من الصعاب يؤدي الى الاستهانة بالكثير منها, اما التعود على ايجابية الموقف فهو العلاج لتلك السلبية. والسلبية الى جانب انها سلوك مرفوض فهي ايضا آفة اجتماعية ما أجدرنا بالتخلص منها ما دمنا نسير بخطا واثقة نحو حياة أفضل وغد أكثر اشراقا, فاذا كانت السلبية سلاحا فاسدا لا يصلح لمواجهة تحديات الحياة, فان الإيجابية هي السلاح الأنسب لمواجهة تلك التحديات التي تفرضها المتغيرات الاجتماعية وتحتمها روح العصر وانجازاته. واذا اتخذ المرء من السلوك السلبي مركبة للعبور بها في رحلة الحياة, فلن يلبث ان يصل اى طريق مسدود, وهذه نتيجة طبيعية لاهماله, وانعدام روح المسؤولية لديه, اما اذا اتخذ من السلوك الايجابي وسيلة للتعامل مع الناس والحياة, فان النتيجة الطبيعية لذلك هي تحقيق المزيد من الانتصارات في معركة الحياة الشرسة التي لم تعد تعترف إلا بالأقوياء في اراداتهم وفي عزمهم وفي مواقفهم الإيجابية. وسواء على المستوى الفردي او الاجتماعي او الوطني فقد نصت كل الأنظمة على تشجيع المواقف الايجابية, وتنمية القدرات الفردية في هذا الاتجاه والهدف من ذلك واضح, وهو بناء المواطن الصالح القادر على خدمة نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه ودينه. أما الذين يصرون على سلبية الموقف والرأي فان قطار التنمية سيتجاوزهم حتما, مهما حاولوا التعلق به, وذلك قد يؤدي الى السقطات المميتة لا قدر الله. وما أكثر ضحايا السلبية.