نقاط ضعف الأمة التي يدخل منها الأعداء بسمومهم العقدية والفكرية ليهدموا كيان المسلمين عديدة.. منها المرأة المسلمة ومنها أيضا الطفل المسلم ومنها الشباب المراهق من ذكر وأنثى.
حرب على جميع الأصعدة الإعلامية والثقافية وما مواجهتنا إياها إلا بالتصدي لها بالوعي والتوعية وأخذ الحذر. والعمل على تشجيع جهاز المناعة العقدي وأول ما نبدأ به.. الطفل المسلم.
هذه الأسفنجة القابلة لامتصاص ما حولها من سوائل.. وأول هذه السوائل او النكهات هو (الفيلم الكرتوني) وما يبثه التلفزيون من أفلام أخرى تسيطر عليها الجريمة والعنف مما حدا بالدكتور خالد الحليبي في مقاله ليوم السبت الماضي ان يقول:
ان كثيرا من الأفلام تقوم بتلقين الطفل كيفية فتح أبواب السيارة وأبواب البيوت بدون مفتاح, وكيفية اضرام التيار الكهربائي بيد رجل بريء آخر بطريقة سهة للغاية, وتشتمل على حروب وقتال لبلوغ أهداف دنيئة, وجرائم متقنة التصوير والاخراج, مبسطة مسهلة ليدركها الطفل بفهمه المحدود, وان تكرار هذه المشاهد في الأفلام العادية وفي أفلام الرسوم المتحركة يترك اثرا بالغ الخطورة على اطفالنا, الذين يعيشون في مجتمع آمن بفضل الله تعالى.
هذا من جانب الطفل.. وهذا من جانب اخلاقي تربوي واحد.. فما بالك في بقية الجوانب التربوية الأخرى؟
اما من جانب المرأة فان الحرب لا تزال حامية الوطيس. في مجالات لا تحصى ومنها:
الأعلانات والموضحات. وعمليات التجميل والتخسيس.. وطرق التجميل بالمساحيق في الصالونات المفتوحة على الهواء والأغاني المكتظة بالشابات الكاسيات العاريات ومسابقات الأغاني وملكات الجمال.. وروح عد وأغلط.
ان السجال شديد والهجوم متتال لا يفتأ والهدف واضح. فعلينا ان نطور آليات التصدي لهذا الطوفان الذي بدأ يتسارع بتسارع تطور أجهزة الاتصال وأنواع أدوات الإعلام الحر الذي لا تقيده ثوابت دينية أو أخلاقية.
عزيزي القارىء..
بين يدي الآن كتيب صغير من اصدارات كلية التربية للبنات بالاحساء الأقسام الأدبية يحمل عنوان: ندوة المرأة المسلمة والحضارة.
حوى الكثير من الموضوعات ذات الرسالة الاسلامية الواعية والراقية والهادفة تعرفت من خلاله على اديبات وشاعرات ولكنهن مغمورات قبل هذا الكتيب ولقد وقفت عند موضوع (المرأة المسلمة والحضارة المغلوطة) للدكتورة الفاضلة زينب عمر محمود جزاها الله خيرا.. وما اروع عباراتها في هذا البحث اوالموضوع هذه العبارات التي تنم عن غيره على الامة وخاصة من جانب المرأة الام والمرأة الاخت والبنت والزوجة. ومن اقوالها في هذا الموضوع: نحن لسنا ضد الحضارة والرقي والتقدم ولكن الحضارة التي نعنيها غير الحضارة التي يروج لها دعاة تحرير المرأة من مكارم الأخلاق, فالحضارة عندهم هي خلع الحجاب ومشاركة ومزاحمة الرجل في كل المجالات.
ان من واجب المرأة في عصرنا ان تعيد النظر فيما هي مقدمة عليه بعد ان تتابع وتقتفي آثار المسلمات الرائدات فليس المقصود من السرد التاريخي الترف الفكري بل أخذ العبرة والاستفادة.. وعلى أصحاب القرار المطالبة بدراسة تأثير حركات التحديث على المرأة المسلمة سلبا وإيجابا, ولينتبه الجميع رجالا ونساء لأصحاب الحضارة المغلوطة الذين يشوهون صورة المرأة المسلمة ليطعنوا الإسلام من خلالها وما أكثر أعداء الإسلام الذين يتربصون به الدوائر, لذا لا بد من التنويه بأن هناك ضغوطا هائلة على المرأة المسلمة تكاد تبعدها عن منابع الإسلام التي أودع الله في طياتها خير الدنيا وعز الآخرة.
ان المرأة ركن أساسي من أركان المجتمع المسلم في مجاليه العام والخاص في الحاضر والمستقبل, فالمرأة هي أداة رئيسية لاعادة إحياء القيم والمبادىء الإسلامية في شتى شعب الحياة وفي التاريخ المعاصر اثبتت المرأة المسلمة كفاءة متميزة في العملية التعليمية التي هي مدخل عظيم للتغيير والإصلاح, ومازالت المرأة المسلمة لديها طاقة عقلية وعملية هائلة يمكن ان تسهم بدور عظيم في عملية البناء المادي والحضاري للمجتمعات المسلمة التي تواجه في هذه اللحظة التاريخية عدوا كاسرا كشر عن أنيابه.
أخيرا أقول: ان دور الكليات كدور أجهزة الإعلام في التوجيه وبث الوعي وخاصة كليات البنات. فالأم مدرسة.