فلسطين وارهاب الدولة الاسرائيلية.. كتاب جديد للكاتب والمفكر المعروف جهاد عودة يستكمل فيه عملية التفاعل الايجابي التي كان قد قدم مراحلها الاولى في تسعة كتب سابقة، وفي الكتاب الجديد يطرح الدكتور جهاد عودة رؤية مهمة وتحليلا واقعيا للاحداث التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ ان تسلمت حكومة الليكود السلطة في اسرائيل قبل منتصف التسعينات وما ترتب على ذلك من تطورات في الموقف العربي، ويشير المؤلف إلى انه يهدف من خلال هذا الكتاب إلى التأسيس النظري والوقائعي لارهاب الدولة الاسرائيلية للاراضي المحتلة (الضفة والقطاع والقدس الشرقية) وهي الاراضي التي تواضع الفلسطينيون وفق مقررات اوسلو على ان تكون محل الدولة الفلسطينية المرتقبة، ويعتمد المؤلف على فرضية ان هناك شرعية في النضال المسلح الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي في مدن الضفة والقطاع والقدس الشرقية وان هذه الشرعية تمتد إلى كافة الاشكال الاجتماعية التي انشأها الاحتلال الاسرائيلي في هذه المنطقة من مستوطنات وغيرها. ويرى المؤلف ان القول ان المقاومة الفلسطينية عند تجاوزها الخط الاخضر (وهو الخط الذي يميز حدود الدولة الاسرائيلية المعترف بها وفق مقررات الامم المتحدة) فهي ترتكب فعلاً غير مشروع وغير مبرر سواء في اعتدائها على عسكريين او مدنيين، ويعقب المؤلف على ذلك بقوله: انه لا يوجد تبرير له محل من الشرعية لهذه الافعال ضد المدنيين الاسرائيليين ولكن لا بد ان تأخذ في الاعتبار ان الاحتلال الاسرائيلي في الضفة وغزة وقسوته وجبروته قد اطلقت عقال عدم التعقل وعدم التروي في اعمال النضال الفلسطيني.
ويوضح المؤلف ان النضال الفلسطيني كما تقوم عليه السلطة الفلسطينية لا يوجه فقط إلى الجيش الاسرائيلي وما خلفه من اشكال اجتماعية كمستوطنات وغيرها ولكن ايضاً هو نضال ضد التطرف الوطني الذي بسبب التعنت الاسرائيلي يخرج عن هدفه الاصيل في مقاومة الجيش الاسرائيلي في الضفة والقطاع وثالثاً هو نضال من اجل اقامة الدولة الفلسطينية وبناء مؤسساتها التحتية بحيث تكون مؤهلة عند الاتفاق الدولي على اقامتها ان تدار بفاعلية، ويبين المؤلف كيف تعمل استراتيجية الحكومة الاسرائيلية بقيادة شارون على القضاء على الابعاد الثلاثة السالفة الذكر، وبالتالي عند اعطاء دولة ما للفلسطينيين تكون دولة كسيحة ليست بها ارادة وطنية ولا قدرة على الاختيار العقلاني ولا بناء تحتي يسمح لها بادارة فاعليتها بكفاءة.
ويشير إلى خطورة الارهاب الاسرائيلي والتي تتمثل في سعيه لاقامة ملحقية فلسطينية كامارتي موناكو وبروتريكو وليس مجرد دولة ناقصة السيادة.
يدافع المؤلف في هذا الكتاب عن سلام دائم في الشرق الاوسط يقوم وفق مقررات القمة العربية ومقررات الشرعية الدولية ويؤكد ان سياسة الحصار والتجويع التي تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بفرضها على الشعب الفلسطيني والاعمال الوحشية التي ترتكب ضد ابناء هذا الشعب لن تجعله يركع ويسلم لاسرائيل ولكن ستدفع هذه السياسة إلى التطرف والعنف المضاد ولن يتحقق السلام الذي تريد اسرائيل فرضه بقوة السلاح.
الكتاب: فلسطين وارهاب الدولةالاسرائيلية. المؤلف: د. جهاد عودة. الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب. عدد الصفحات: 161 صفحة