بقدر ما تمت المعالجات النظرية في طرحها لمفهوم الوطنية، فقد أصبحت خبزا خاليا من التمر، حتى الخميرة فقدها، فعمل أثرها على تفكك جزيئات وطنيّة المواطن، لذا جاءنا الجيل الجديد من الصبية من متمدرسي الحلقات الدينية غير الرسمية، أو غير المصرّح لها، بمثل تلك الأنشطة، إلى إنتاج غير حميد من الأفكار والميول، بل تعداها إلى العواطف المركبة، التي خرجت من عنق زجاجة، وكيس رحم، به ماء آسن، ليعايش العام قبل الخاص المقصود، ويدفع الثمن غاليا من حقد هذه الفئة، التي تنام النهار، وتقض مضاجع النيام، لتمارس أسلحة البطش؛ بحيث جعلت من ميادين الوطن ثكنات عسكرية، والمواطن مجرد قريفصاء، حتى يصل إلى هدفه المشروع، كيف لا وقد أصبحت شمس الوطن تدرك قمره، والعكس صحيح. أمين حجي البودريس