((المهدي ـ يتمشى في الشرفةـ منزعجا من دبق البصرة ـ من بق البصرة ـ كان يحاول ان يستمتع بالمشهدـ سعف النخل ـ وموج النهر.. الخـ لكن هواء البصرة كان كثيفا ـ مختنق النسمة ـ كان ضباب يصاعد حتى اقصى السعفـ نديفا ابيضـ يخفي النخل ـ وموج النهر ـ واكواخ الزنـج ـ وادنى السفن العينية من شرفتهـ قال المهدي: اي صباح هذا؟ وارتد الى غرفته في القصرـ يسيل نعاسا ـ وتذكر ان اذان الفجرـ لن يرفعه بشار( فلقد القي في الخرارة ميتا منتفخا) لن يرفعه احدـ حتى يرتفع الفجرـ نام المهدي عميقا)).
سعدي يوسف 9/12/1992
نوم الضحى: ذاك ماعرفناه منذ امرئ القيس, كناية تفيض بالترف والجمال عن تلك التي (تتمشى في نفسها) كما يقول محمود درويش. انها ابنة القصر التي يقوم بكل ماتحتاج اليه صف طويل من الاماء، حتى حاجة التفكير.
سعدي يوسف يوسع نوم الضحى، لايتركه مقصورا على ربات القصور، بل يمده الى ارباب القصور الذين يقف الخليفة المهدي العباسي في اول قائمتهم.
ولكن فجر المترفة يختلف عن فجر المترف: فجر المترفة هو ذاك الذي يتنفس في الافق معلنا صوت الخطى المتمهلة للشمس. اما فجر المترف.. فهو ذاك الذي يتنفس في الوعي معلنا صوت الخطى المتمهلة للحرية. انه الذي يتعالى في القلوب والعقول والارادات.
مثل هذا الفجر يبعث الرعب والخوف. يرش الارق على العيون المترفة، لذا حين قتل بشار، وفقد من يؤذن لهذا الفجر (ولومؤقتا) نام المهدي عميقا، وكذلك ينام امثاله.
بشار. ماهو الا فرد من قوافل طويلة بطول التاريخ حاول ان يؤذن للفجر، ولكنه ذهب ضحية للظلام وفي الظلام كما ذهب غيره من تلك القوافل، ولكن هل انتهى التاريخ؟
لا التاريخ لم ينته ولن ينتهي فهناك بشارون كثيرون على مر التاريخ كما ان هناك الف مهدي ومهدي.
==1==
ليلتي هذه عروس من الزنج==0==
==0==عليها قلائد من جمان==2==