عندما تطحن امانينا طحن الرحى، ونحضن الهموم حضن الام وليدها.. عندما تكون المأساة اكبر من الكلام ويكون قول الحقيقة جرما لا يقبل ان يفتح بابه حتى يصاب المرء بسرطان الصمت، ثم لا يفتا ان ينصهر ويذوب جليد الاحلام المشيد الذي خاله طلبا.
لا اعلم كيف امسك بخيوط المأساة لاحيكها لكم، ولكن فلنبدأ عى بركة الله بعرض تفاصيل المسرحية ورفع الستار عن (عفوا.. أنت طالبة انتساب)
ـ بطولة (طالبات الانتساب) تاليف وسيناريو: (كلية الاداب بالدمام) اخراج: (ماريه السبيعي).
الفصل الاول
عندما فتح باب الانتساب على مصراعيه هذه السنة بالذات فرحت الكثيرات من الفتيات لانه ستعطى لهن فرصة مواصلة تعليمهن الجامعي، خصوصا بعد تخفيض معدلات القبول التي كانت (شماعة) للسخرية والحط من قدرهن سواء بشكل مباشر او غير مباشر من بعض المسؤولات.
واذكر حينما تقدمت الطالبات للتسجيل فوجئن بمعاملة غير لائقة وغير مبررة من (بعض) مسؤولات التسجيل، فتلك (تزعق) على الطالبات (وعذرا للتعبير لانني لم اجد كلمة اكثر ملاءمة منها، وكأننا في سلك العسكرية واخرى تثرثر على على الجوال متناسية جموع الطالبات حولها..!
والطالبات محبوسات داخل سجن صمتهن وحزنهن المدوي، وقد تكسرت النصال على النصال واخذت الواحدة منهن تترنم بقول الشاعر:==1==
ان الذين غدو بليك غادروا==0==
==0==وشلا بعينك ما يزال معينا
غيض من عبراتهن وقلن==0==
==0==لي ماذا القيت من "الكلية" ولقينا==2==
واذكر لكم هذه الحادثة التي روتها احدى الطالبات تقول:
عندما هممنا للتسجيل وكن مجموعات كبيرة مما ادى الى التزاحم وعندما وصل الدور لاحدى الطالبات وكان اسمها او بمعنى ادق اسم عائلتها ينتهي (بعيادة) قامت احدى المسؤلات بالتندر عليها امام الطالبات بقولها: (ما هذه العيادة الفاشلة). فلكم ان تتخيلوا الموقف..؟
ـ يقول الله تعالى في محكم كتابه (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الايمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
الفصل الثاني
عندما ذهبت الطالبات للحصول على (حقيبة المنتسبة) وما ادراك ما (حقيبة المنتسبة) التي كانت موضع انتقاد من الاكاديميات انفسهن لركاكة بعض المواد التعليمية التي تتضمنها وصعوبتها وما اثار استغرابي وذهولي هو عدم رضا بعض المسؤولات عن (الحقيبة) حيث يقول بعضهن: ان جميع المواد المطلوبة وضعت للمنتسبة وهذا ينفي دورها في البحث والتقصي وهذا غير عادل بحق المنتظمة التي ترهق نفسها طوال العام للبحث.
ـ اقول ان كلمة (عادلة) هي التي لا موقع لها هنا
- لان النقطة الوحيدة العادلة للمنتسبة هي وجود المواد التعليمية جاهزة لها وان كانت قيمتها 500 ريال رسوما للقبول..!
ـ ولانها تأخذ بعض المواد التعليمية خارج الكلية وليس كما قيل.
واي بحث وتقص يقصدن، الطالبات لم تتسلمن المواد التعليمية حتى يحدد موعد الامتحان، فاي وقت لها حتى تتقصى يا مسؤولات..!
الفصل الثالث
ـ للاسف ان الامل ينتحر على اعتاب الكلية خصوصا بعد انتهاء فترة الامتحانات التي اتت مسرعة خطاها وما اعقب ذلك من اعلان النتائج التي كانت مروعة ولا اعلم ان كانت النتيجة تسيبا من بعض الطالبات في المذاكرة ام تسبا من الكلية في عملية التصحيح ان كانت بعض الاوراق صححت اساسا..؟
وعن اسباب ارتفاع نسبة الرسوب في الانتساب ان الطالبات المتقدمات هن من الخريجات القدامى ومستواهن متدن).
ـ هذا ما ذكره مدير كليات البنات في المنطقة الشرقية. د. سمير العمران في احدى الصحف المحلية معللا محللا رسوب الطالبات.
ـ اقول اي مستوى متدن يقصد (العمران) مع احترامي له اما كان من الاجدى ان يجد عذرا غير هذا، وما علاقة قدم سنة التخرج بالمستوى التعليمي، هل يقصد مثلا المستوى العلمي ام الفكري ام الثقافي ام وام.. ان كان يقصد بالمستوى التعليمي وهذا ما اظنه من سياق الكلام. فاحب ان اقول لم يكن المستوى التعليمي ومعدل التخرج وقدم التخرج سببا في الرسوب الا عند البعض، اتعلمون لم لان الانسان المتواصل مع الثقافة مع القراءة مع الفكر مع التثقيف الذاتي سيصبح ذا مستوى تعليمي عال حتى وان لم يكن اكاديميا، وان اجبرته الظروف على ان يأتي بمعدل دون مستوى هناك العديد العديد من الطالبات التي ما ان تخرج من القاعة حتى تنسى ما ذكر فيها، فهل نقول مستواها متدن..؟
ان المرء المتواصل مع العلم لم ولن يكون قدم تخرجه سببا في تدن مستواه ابدا.
هناك العديد من الطالبات المنتسبات من (الخريجات القدامى) كما. يقول د: (العمران). يملكن اسلوبا وثقافة وادراكا واسعا لا تملكه بعض الخريجات حديثا او حتى بعض الجامعيات.فهل بعد هذا نقول مستواهن متدن ارجو عدم التعميم ولكن للاسف هذه هي نفسها نظرة الكلية للمنتسبات التي تقول فيها لهن:==1==
اني لافتح عيني حين افتحها==0==
==0==على كثير ولكن لا ارى احدا==2==
الفصل الرابع
وهنا اجمل لكم سلبيات هذه المرحلة كالاتي:
- ضيق وقت الدراسة للطالبات فقد تأخرت الكلية في اعلان نتائج القبول ومن ثم تأخرت في تسليم مناهج الدراسة؟
ـ منع المنتسبات من حضور المحاضرات للاستفادة والفهم، لا لمجرد الحصول على شهادة.
وجرد بعض المواد المكتوبة بخط غير واضح مما جعل الطالبات لا يتحققن من المعلومات الصحيحة.
ـ عشوائية التسجيل وتوزيع المناهج.
ـ عدم توفير حافلة للمنتسبات وكأنهن (شرذمة) مع ان السواد الاعظم منهن يعتمدن على الله ثم على هذه الحافلة، وعلى حد قول احدى المراقبات عندما سألتها احدى المنتسبات عن عدم توفير الحافلة قالت: (المنتظمات اساس وانتن فروع..!).
وهنا يصدق القائل:==1==
حذفت وغيري مثبت في مكانه==0==
==0==كأنني نون الجمع حيث يضاف==2==
ـ صعوبة بعض المواد التي تحتاج لفهم واستيعاب كمادة العروض التابعة لقسم اللغة العربية، حيث تعتمد الطالبة عل جهدها في فهم المراجع.
ـ وبعد كل هذا الا نحتاج لوقفة قليلا مع الذات، ما الفرق بين المنتسبة والمنتظمة، السن كلهن طالبات علم، الا يوجد منتسبة تحضر للمحاضرات وتفهم وتستنير، افضل من منتظمة وهي والكرسي سواء..!
ـ السن كلهن ينهلن من بحر المعرفة. لا اعتقد ان ذلك يغفل عن عين الكلية وان تحسب (الشحم فيمن شحمه ورم).
وبهذا اسدل الستار.
مارية السبيعي
طالبة بكلية الاداب الدمام ـ قسم لغة عربية
